نيويورك، بيروت، القاهرة - "الحياة" - لا تزال قضية ضمّ بلدة أرنون إلى الشريط الحدودي المحتل تتفاعل. وطالبت الحكومة اللبنانية في رسالة وجّهها مندوب لبنان الدائم لدى الأممالمتحدة السفير سمير مبارك الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ومجلس الأمن الدولي "بالتحرّك السريع لإعادة الوضع إلى ما كان عليه" قبل ضمّ أرنون. وأضاف "ان هذا الإعتداء الجديد يتم في وقت يتحدث الإسرائيليون عن الإنسحاب من لبنان وإنهاء احتلالهم لأرضه، ضمن حملاتهم الإنتخابية لكسب أصوات الناخبين"، لافتاً الى "ضرورة تطبيق القرار الدولي الرقم 425". ودخلت أرنون صباح امس سيارتان تابعتان للجنة الدولية للصليب الأحمر عبر معبر كفرتبنيت نقلتا وفداً من أهاليها قابل مسؤولين من "جيش لبنان الجنوبي"، الموالي لإسرائىل، على المعبر، فتبلّغ منهم "ان الحل ليس في أيديهم بل في يد إسرائيل". وكانت دورية إسرائيلية أبلغت احد ابناء أرنون "ان الحصار قليل عليكم". ونقل الصليب الأحمر حسين عجمي 65 عاماً إلى المستشفى الحكومي في النبطية للمعالجة. وكانت مدرسة البلدة فتحت أبوابها امام تلامذتها الثمانية، في وقت تجمّع بعض أبنائها المقيمين خارجها، قرب الشريط الشائك وتحدثوا مع أهاليهم مطمئنين إليهم، فأطلقت قوات الإحتلال النار فوق رؤوسهم، فتفرّقوا مذعورين. وأفاد شهود عيان ان مروحية إسرائيلية حلّقت في محيط قلعة الشقيف وألقت أجساماً غريبة لجهة نهر الليطاني وجسر الخردلي. وتكثفت الإعتصامات ومهرجانات الإحتجاج على ضم البلدة، على أن يعقد اليوم لقاء وطني في نقابة الصحافة يتضمن كلمات لرئيس الحكومة سليم الحص والنائب مروان فارس ونقباء المحامين والمحررين والصحافة. واجتمعت لجنة المراقبة امس في مقر القوات الدولية في الناقورة للبحث في شكوى ضم ارنون، من ضمن اربع شكاوى بينها واحدة إسرائيلية. وسئل السفير الاميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد عن ضمها في ظل المطالبة اللبنانية بتطبيق القرار 425، اجاب "اننا نسعى بجهد للوصول الى هذه النتيجة لتحقيق السلم في المنطقة ككل ما ينعكس ايجاباً على لبنان"، معرباً عن اعتقاده ان لجنة المراقبة تتابع الموضوع الذي يبحث على اعلى المستويات". واعتبرت لجنة الشؤون الخارجية النيابية بعد اجتماعها برئاسة النائب علي الخليل ان "الخطوات التي قامت بها الحكومة لمعالجة قضية أرنون غير كافية الى الآن" موصية "بتقديم شكوى عاجلة الى مجلس الامن الدولي ودعوته الى الانعقاد الفوري وادانة اسرائيل وعودة الامور الى ما كانت عليه". ورأى وزير الدفاع غازي زعيتر ان ما فعلته اسرائيل في أرنون "مجزرة"، في حين كرر رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين مطالبته بنقل قضية أرنون الى المحافل الدولية. ودانت "المنظمة العربية لحقوق الانسان" ضم أرنون، وطالبت المجتمع الدولي بالعمل على "حمل اسرائيل على الغاء الاجراء العدواني الجديد ووقف الاجراءات الاستفزازية ضد سكان القريّة، وتنفيذ القرار 425". ميدانياً، اغارت طائرات حربية اسرائيلية امس مرتين على منطقة بين جبال البطم وزبقين في القطاع الغربي ملقية اربعة صواريخ جو - أرض. وبعد نصف ساعة شنت غارة ثالثة على منطقة بين الشعيتية وجبال البطم وألقت صاروخي جو - أرض. وأرفقت الغارات بقصف مدفعي كثي للمناطق المستهدفة، علماً ان الطائرات جبهت بصواريخ "سام - 7". وكانت المدفعية الاسرائيلية قصفت قبل ظهر امس محيط عدد من القرى في القطاع الاوسط وإقليم التفاح. وفي المقابل، اعلنت "المقاومة الاسلامية" - الجناح العسكري ل"حزب الله" ان مجموعة منها هاجمت موقع بلاط على دفعتين قبل الظهر وبعده و"حققت فيه اصابات مباشرة وأكيدة".