سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس الاميركي رحب باقتراح اعطاء عرفات ضمانات أوروبية في شأن الدولة في مقابل تأجيل اعلانها . محادثات كلينتون وشيراك : دعم للأردن وقلق ازاء الانتخابات الاسرائيلية
كشفت محادثات الرئيس بيل كلينتون مع نظيره الفرنسي جاك شيراك في واشنطن اول من امس القلق الاميركي حيال الانتخابات الاسرائيلية المقبلة. وقال مصدر فرنسي مطلع على المحادثات ان كلينتون استعرض مطولاً الاحتمالات المختلفة لنتائج هذه الانتخابات وللصعوبات التي قد تنجم عنها. وفي اطار محادثاتهما الخاصة بمسيرة السلام، توقف الرئيسان عند الوضع في الأردن، وأكدا ضرورة اعطاء هذا البلد متنفساً اقتصادياً هو بأمس الحاجة اليه. وعلمت "الحياة" ان كلينتون كان وجه رسائل الى عدد من رؤساء الدول في اوروبا والعالم، طالباً دعم الأردن اقتصادياً عبر المزيد من التمويل الثنائي واعادة جدولة ديونه الخارجية في اطار نادي باريس. وجدد كلينتون هذا الطلب امام شيراك الذي اكد من جانبه حرصه على دعم الاردن وملكه الشاب عبدالله، الذي ترك لدى الادارة الفرنسية والرئيس الفرنسي انطباعاً جيداً. وكان شيراك وجه دعوة للملك عبدالله للقيام بزيارة لفرنسا من المتوقع ان تتم في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وقال مصدر اميركي مطلع لپ"الحياة" ان مساعدة الأردن اقتصادياً وسياسياً، تندرج حالياً ضمن اولويات السياسة الاميركية. اما في ما يتعلق باحتمال اعلان الرئيس ياسر عرفات، الدولة الفلسطينية في 4 ايار مايو المقبل، فان الجانبين الاميركي والفرنسي، متفقان على ضرورة تأجيله تجنباً لاعادة انتخاب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو. وكان شيراك عرض على كلينتون الفكرة الفرنسية - المصرية، التي تقضي بمحاولة اقناع الاتحاد الأوروبي باعطاء عرفات ضمانات أوروبية في شأن حقه بالدولة قبل الرابع من أيار لحمله على العدول عن اعلانها في هذا الموعد. وذكرت المصادر ان كلينتون ابدى ترحيبه بهذه الفكرة وقال انه يحبذها. لكن الاوساط الفرنسية لا تزال تصف مواقف بعض الدول الأوروبية، خصوصاً المانيا التي تترأس الاتحاد الأوروبي حالياً، بأنها متشددة في رفضها مبدأ اتخاذ موقف أوروبي يضمن لعرفات الحق بدولة، مشيرة الى ان الجهود مستمرة لاقناع هذه الدول بذلك. وفي اطار استعراض الرئيسين النتائج المحتملة للانتخابات الاسرائيلية، جرى عرض عواقبها على المنطقة، بالنسبة الى كل من الأردن والسلطة الفلسطينية، وأثار شيراك من جانبه التوتر القائم في جنوبلبنان. وقال كلينتون خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع شيراك اول من امس انهما على توافق في شأن ضرورة تنفيذ العراق قرارات مجلس الأمن، لكنه اشار الى ان هذا الموضوع لم يحتل حيزاً مهماً من المحادثات. وكان شيراك قال للرئيس الاميركي ان الافكار الفرنسية التي تجرى مناقشتها في مجلس الأمن تهدف للخروج من الازمة القائمة مع العراق، مشيراً الى ان عدم وجود مراقبة على التسلح العراقي، كما هي الحال الآن، امر خطير. وقالت المصادر الفرنسية ان المحادثات الخاصة بالعراق لم تغير في المواقف المعروفة، فكلينتون استمع لعرض شيراك لجهة وجهة النظر الفرنسية حيال الازمة العراقية، وعرض الرئيس الاميركي، من جانبه، موقفه من دون اي جديد او تغيير. وعلمت "الحياة" من مصدر فرنسي مطلع أن رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري أجرى اتصالاً هاتفياً من كليفلاند حيث يوجد حالياً، بشيراك قبل لقاء الأخير وكلينتون، طالباً منه اثارة موضوع ضم إسرائيل لبلدة ارنون إلى الشريط الحدودي المحتل في جنوبلبنان.