عاد الرئيس ياسر عرفات ظهر أمس الى غزة، في ختام المحادثات التي اجراها في القاهرة مع الرئيس حسني مبارك والتي وضفها بأنها "مهمة وايجابية وبناءة". وأشار عرفات الى ان الاجتماع الطارئ الذي سيعقده وزراء الخارجية العرب الاربعاء المقبل سيحدد موعد انعقاد القمة العربية التي قال انها ستبحث أيضاً في قرار الحكومة الاسرائيلية تجميد عملية السلام، وأصفاً إياه بأنه قرار خطير. وقال عرفات ان الحكومة الاسرائيلية جمدت تنفيذ اتفاق واير ريفر على رغم مصادقة الكنيست البرلمان الاسرائيلية عليه وإقراره بغالبية 75 صوتاً. وطالب الحكومة الاسرائيلية مجدداً بضرورة تنفيذ التزاماتها في هذا الصدد. وكرر الموقف الفلسطيني الذي يعتبر الانتخابات مسألة داخلية اسرائيلية، لكنه أضاف ان التذرع بالانتخابات لا يمكن ان يعفي الحكومة الاسرائيلية من تنفيذ تعهداتها. وفي الإطار نفسه، اعتبر وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث الذي رافق عرفات في زيارته للقاهرة، المحادثات التي اجراها عرفات بأنها تأتي كانطلاقة للحملة الديبلوماسية المكثقة التي قررت القيادة الفلسطينية الشروع فيها لحمل الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ الاستحقاقات الواردة في اتفاق واي ريفر وعدم ترك هذه الحكومة تجمد تنفيذ هذه المستحقات. وقال شعث لپ"الحياة" ان "الحديث عن الانتخابات الاسرائيلية لا يمكنه ان يعفي الحكومة الاسرائيلية من تنفيذ التزاماتها التي لا تستطيع القول ان الكنيست لم توافق عليها، ويجب عليهم ان يتصرفوا ازاء تنفيذ الاتفاق واي كما فعلوا في خصوص الاتفاق المصري - الاسرائيلي والاتفاق الأردني - الاسرائىلي، واتفاقات الشراكة مع الأوروبيين، وجميع هذه الاتفاقات دولي ولم يتم عقدها مع أحزاب في اسرائيل وانما مع حكومة". واضاف "ان هناك استحقاقاً عاجلاً يتمثل بانسحاب اسرائيل من 5 في المئة في منطقة محيط رام الله والقدس وفق الجدول الزمني لإتفاق واي، كما يتوجب عليهم اطلاق باقي الدفعات التي اتفقت عليها من الأسرى، والشروع في فتح الممر الآمن، وبناء الميناء. والعمل الديبلوماسي الذي نقوم به الآن، هو لحملهم على تنفيذ ذلك". وكشف شعث ان اجتماعاً للجنة العليا المشتركة المصرية - الفلسطينية التي يرأسها، فيما يرأسها عن الجانب المصري وزير الخارجية عمرو موسى، ستعقد في غزة عقب عطلة عيد الفطر. وقال ان اتفاقاً تم بين الجانبين الفلسطيني والمصري خلال محادثات عرفات في القاهرة على برنامج تحرك فلسطيني ومصري مشترك لمواجهة التطورات الخطيرة التي نجمت عن قرار الحكومة الاسرائيلية تجميد تنفيذ الاتفاق، ومن بين هذه الخطوات، اجتماعات ثلاثية مصرية - أردنية - فلسطينية سيجري تفعيلها للتنسيق بين عملية الضغط على الجانب الاسرائيلي وإقرار آلية عمل مشتركة مصرية - فلسطينية للتحرك المقبل. وقال ان الرئيس الفلسطيني طالب في محادثاته مع مبارك تفعيل المبادرة المصرية - الفرنسية لعقد المؤتمر الدولي الذي كان دعا اليه الرئيسان مبارك وجاك شيراك، مشيراً في الوقت نفسه الى انه سيقوم ورئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي بتمثيل الوفد الفلسطيني الى اجتماع الأربعاء المقبل لوزراء الخارجية العرب، وعرض هذا الموضوع على وزراء الخارجية العرب والدعوة لعقد القمة العربية. وكان عرفات اتهم في القاهرة الحكومة الاسرائيلية بالتهرب من تنفيذ اتفاق واي ريفر، فيما طالب الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد الولاياتالمتحدة بحض اسرائيل على التنفيذ. وزار عرفات امس مقر الجامعة العربية حيث التقى عبدالمجيد ومساعديه واطلعهم على تصاعد المواجهات الفلسطينية - الاسرائيلية في الاراضي الخاضعة للاحتلال، قائلا: "ان حالة عدم الالتزام الاسرائيلي هي السبب في هذا التصعيد الذي يتوقع ان يتطور". وعلمت "الحياة" ان عرفات أكد ان التنسيق الفلسطيني - المصري اقوى من الاسلحة الاسرائيلية. ولفت عرفات خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عبدالمجيد، الى ان الدعوة لانتخابات مبكرة هي محاولة اسرائيلية للتهرب من تنفيذ اتفاق واي ريفر الذي صادقت عليه الكنيست البرلمان الاسرائىلية بغالبية 75 صوتاً. ورفض عرفات اي دعاوى اسرائيلية لتأجيل التنفيذ، وقال: "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تعهد خلال زيارة الرئيس بيل كلينتون الاخيرة للمنطقة بتسريع خطى السلام من خلال تنفيذ ما اتفق عليه في واشنطن" في تشرين الاول اكتوبر الماضي. واستغرب ما يردده المسؤولون الاسرائيليون ومطالبتهم الفلسطينيين بارجاء التنفيذ انتظاراً لنتائج الانتخابات المقبلة، وقال: "هل توقف اسرائيل تعاملاتها مع اميركا والاردن ومصر واليابان ودول الاتحاد الاوروبي لأسباب الانتخابات المبكرة؟". وشدد عرفات على اهمية استمرار الجامعة العربية ودولها الاعضاء في الضغط على اسرائيل لتنفيذ كل الاتفاقات على المسار الفلسطيني، مؤكدا دعم الفلسطينيين لعقد قمة عربية. وقال: "اطلعت عبدالمجيد على الصورة كاملة للاوضاع في الاراضي الفلسطينية، وخطة التحرك الفلسطيني - العربي الجماعي لمواجهة هذه المواقف الاسرائيلية الرامية الى التهرب من تنفيذ الاتفاقات، والاستمرار في الاعمال أحادية الجانب خصوصا استمرار الاستيطان، ورفض اطلاق الاسرى والمعتقلين وسحب هويات المقدسيين، ومحاصرة مدينة بيت لحم لمنع الفلسطينيين من الاستعدادات التي تقوم بها السلطة على الصعيد الدولي بالنسبة الى الاحتفالات ببدء الالفية الثالثة بجانب التهرب من الالتزامات المتعلقة بالميناء والممر الآمن والمواضيع الاقتصادية". وتابع: "هذه المواقف كلها تعد محاولة لتخريب ما اتفق عليه في واي ريفر". وعما اذا كان طلب عقد قمة عربية لمواجهة التعنت الاسرائيلي، اوضح ان ذلك موضوع اساسي في الجامعة، واستطرد قائلا: "لكن بسبب الظروف العربية الراهنة وانشغال الدول العربية مع اخواننا في العراق، علينا ارجاء هذا الموضوع". ولفت عبدالمجيد الى انه بحث مع عرفات تعثر مسيرة السلام في الشرق الاوسط وتعثرها بسبب تعنت نتانياهو، وأعرب عن اسفه ازاء المواقف الاسرائيلية التي قال انها تمثل إخلالاً واضحاً بالالتزامات التي تعهدت بها الحكومة الاسرائيلية، مؤكدا ضرورة تنفيذ هذه التعهدات. ودعا الولاياتالمتحدة الى بذل كل الجهد في هذا السبيل لدعم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط