أنهى النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز أمس زيارته للولايات المتحدة التي استمرت أربعة أيام التقى خلالها الرئيس بيل كلينتون ووزير الدفاع وليام كوهين ووزيرة الخارجية مادلين أولبرايت. وأكد الناطق باسم مجلس الأمن القومي مايك هامر ان المحادثات تناولت مختلف جوانب العلاقات السعودية - الأميركية الواسعة و"عدداً من المسائل الاقليمية بما فيها عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في ايرانوالعراقوباكستان". وأضاف ان الرئيس كلينتون أطلع الأمير سلطان على نتائج قمة أوسلو مع كل من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك. ووصف محادثات البيت الأبيض التي شارك فيها كل من الوزيرة اولبرايت ومستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر بأنها كانت "ايجابية وبنّاءة، وفرصة لتعميق العلاقات الثنائية المتينة بين الدولتين". وانتقل الأمير سلطان الى المغرب في زيارة خاصة قبل أن يصل الى باريس الثلثاء في زيارة رسمية تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وهو اختصر زيارته لواشنطن فغادرها صباح الخميس بعدما كان مقرراً أن يغادر ليل الجمعة - السبت، اذ التقى اولبرايت في البيت الأبيض قبيل لقائه مع كلينتون. ،وأكدت مصادر ديبلوماسية في واشنطن ل"الحياة" ان زيارة الأمير سلطان للولايات المتحدة "كانت مهمة وحقّقت نتائج ايجابية". وأشارت الى أن لقاء كلينتون - الأمير سلطان امتد أكثر من ساعة. وقال مصدر سعودي ل"الحياة" ان الزيارة "ركزت على القضايا السياسية والاقتصادية وخصوصاً دعم انضمام السعودية لمنظمة التجارة العالمية". وأشار الى ان الأمير سلطان "بحث مع المسؤولين الاميركيين في جملة من القضايا المهمة اضافة الى التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري بين البلدين". وقال ان من القضايا التي جرى درسها "عملية السلام في الشرق الاوسط، والوضع في منطقة الخليج، وأزمة العراق، والتطورات في باكستان". ولوحظ من تصريحات الأمير سلطان بعد محادثاته في البيت الابيض انه لمس تفاؤلاً من كلينتون العائد حديثاً من اوسلو، لكن الأمير شدّد على ان "التفاؤل يجب ان يكون مبنياً على عمل من طرفي القضية" الفلسطينيين والاسرائيليين، لافتاً الى ضرورة "ان تكون هناك نتائج ايجابية لمصلحة اخواننا الفلسطينيين وقضيتهم العادلة" قبل موعد التوصل الى اتفاق اطار بين الجانبين في شباط فبراير المقبل. وقال ان الرئيس كلينتون متفائل بعد لقائه مع عرفات وباراك. وأضاف الأمير سلطان ان الرئيس كلينتون "يؤيد تأييداً كاملاً الرئيس حافظ الأسد ويرغب في العمل من أجل التوصل الى حل شامل وعادل بموجب مبدأ الأرض مقابل السلام". وقال انه وجد الرئيس كلينتون "يقدِّر كل التقدير فخامة الرئيس الاسد ولبنان العزيز. ويحترم الرئيس السوري، ونظرته طيبة تجاه لبنان وسورية". وقال مصدر ديبلوماسي مطلع ان الادارة الاميركية ستركز جهودها من أجل استئناف المفاوضات على المسار السوري وان كلينتون حريص على تحقيق تقدم على المسارين السوري واللبناني. وأكد الأمير سلطان ان موضوع اسامة بن لادن لم يكن موضع بحث مع الرئيس كلينتون. ورداً على سؤال نفى ان تكون هناك تحويلات مالية من السعودية الى ابن لادن. وقال: "هذا غير صحيح مطلقاً، ولم ولن تسمح السعودية ولن يسمح الشعب السعودي لنفسه ان يصل الى هذا المستوى غير الانساني". وذكر الأمير سلطان ان الرئيس كلينتون يؤيد انضمام السعودية الى منظمة التجارة العالمية و"ستنضم ان شاء الله قريباً الى هذه المنظمة". الى ذلك، قال الناطق الاميركي هامر ان الرئيس كلينتون اعرب عن تصميم ادارته الاستمرار في احتواء الرئيس العراقي صدام حسين و"العمل على منعه من تهديد جيرانه". وقال ان البحث مع الجانب السعودي تطرق الى حادث تفجير الخبر والى المضي في التعاون في التحقيقات.