كلاهما طبيبان امريكيان ويحملان مصادفة نفس اسم العائلة ويحركهما خصوصا التعصب نفسه: باروخ غولدشتاين الذي ارتكب مجزرة بحق المصلين في الحرم الابراهيمي بالخليل عام 1994 وروبرت غولدشتاين الذي كان يستعد للسير على خطاه لكن في فلوريدا، المعتقل حاليا. وتحدثت الصحافة الاسرائيلية في عناوينها امس الاحد عن "غولدشتاين الامريكي" في تلميح لغولدشتاين الاسرائيلي رغم عدم وجود اي رابط عائلي بينهما. ففي 25 شباط/ فبراير 1994 فتح باروخ غولدشتاين نيران سلاحه الرشاش في الحرم الابراهيمي في الخليل بالضفة الغربية، الموقع العزيز لدى المسلمين واليهود، وقتل 29 من المسلمين قبل ان يقتل على ايدي ما تبقى من حشود المصلين. وهذا المستوطن الصهيوني من اصل امريكي استجاب لنوازع الشر في قلبه فأقدم على عمله الاجرامي ولكن دفع اليهود أيضا عشرات الأرواح من نفوسهم ثمنا لتطرفه وذلك على أيدي الفلسطينيين. اما الدكتور روبرت غولدشتاين (37 عاما) فهو متهم ايضا بالتخطيط لتفجير حوالي خمسين مسجدا أو مركزا اسلاميا في ولاية فلوريدا (جنوب شرق الولاياتالمتحدة) بعد ان عثرت الشرطة في منزله على كمية كبرى من الاسلحة تضم 30 قنبلة وبنادق هجومية وقنابل وقاذفتي صواريخ ولائحة تضم أسماء وعناوين الأهداف. والمجزرة التي ارتكبها غولدشتاين في عام 1994م رحب بها المتطرفون على شاكلته واعتبروه بطلا، بل أصبح قبره مزارا يجتذب اتباع اليمين المتطرف فيما نشر حاخام من التيار نفسه كتابا يمجد غولدشتاين ويتم تداوله به سرا، لكون حكومة الاحتلال العلمانية ترفض ما قام به. واقيم قبره رمزيا على مدخل مستوطنة كريات اربع المتاخمة للخليل قرب حي مئير كاهانا، الحاخام مؤسس حركة كاخ الذي اغتيل ايضا في نيويورك على يدي عربي مصري. وبعد المجزرة حظرت الحكومة مبدئيا هذه الحركة بتهمة "التحريض على الحقد" لكن ناشطيها لا يزالون يتحركون على مرأى من الجميع ويدعون الى طرد الفلسطينيين من فلسطينالمحتلة التي يسمونها "ارض اسرائيل" كما يتهمون الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بالتراخي او حتى بالخيانة.