القدس المحتلة - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك قبيل مغادرته امس الى واشنطن لاجراء اول محادثات مع سورية منذ توقف المفاوضات معها قبل نحو اربع سنوات انه يشعر بمسؤولية تاريخية لإنهاء خمسة عقود من الصراع. وعقد باراك في مكتبه قبل توجهه الى مطار بن غوريون قرب تل أبيب اجتماعاً مع زعماء مستوطني الجولان وصف بأنه كان "صعباً". ووصف باراك مهمته في واشنطن بأنها صعبة، قائلاً انه سيحمل معه "كل آلام الصراع... ولكن ايضاً كل آمال الاسرائيليين وأحلامهم". وأضاف في كلمة بثتها الاذاعة الاسرائيلية على الهواء مباشرة من مراسم وداع في مطار بن غوريون: "انها مسؤوليتنا التاريخية ان نعمل من اجل انهاء هذا الصراع وجلب السلام والأمن لاسرائيل. سنعمل أولاً من اجل ضمان امن اسرائيل، خصوصاً منطقتها الشمالية بغية الانتهاء من مأساة لبنان". والتقى باراك قبل مغادرته الى واشنطن امس وفداً يمثل مستوطني الجولان الذين اقسموا على مقاومة الانسحاب الاسرائيلي من الجولان. وقال رئيس وفد المستوطنين ايلي مالكا للإذاعة الاسرائيلية: "اوضحنا لرئيس الوزراء ان العمل الفظيع الذي سيرتكبه.. هو أمر لا يمكن ان نسمح بأن يمر بهدوء". وقال بيان رسمي ان باراك ابلغ المستوطنين انه لم يعط سورية اي التزام ولكنه ايضاً لن ينسى نتائج المفاوضات السابقة. ورافق باراك الى واشنطن وزير خارجيته ديفيد ليفي ورئيس موظفي مكتبه مستشاره الأمني داني ياحوم والنائب العام الياكيم روبنشتاين والرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الجنرال اوري ساغي الذي سيقود لاحقاً الوفد الاسرائيلي في المفاوضات مع سورية. من جهة اخرى، أقفلت المتاجر والمدارس الدرزية في الجولان أمس أبوابها في ذكرى اعلان ضم اسرائيل الهضبة السورية المحتلة منذ 1967 وكان البرلمان الاسرائيلي الكنيست قرر في 14 كانون الأول ديسمبر 1981 ضم الهضبة عبر توسيع نطاق تطبيق القانون المدني الاسرائيلي ليشمل الجولان الذي رفض سكانه السوريون ال17 الفاً تقريباً الذين يعيشون في اربع قرى اكبرها مجدل شمس التنازل عن جنسيتهم السورية. وقال فخري الماقوت، وهو أحد حوالي 200 من سكان مجدل شمس الذين تظاهروا في القرية أمس: "نحن في أرض سورية احتلتها اسرائيل قبل ثلاثين عاماً ويجب ان تعاد الينا". وكان البرلمان الاسرائيلي وافق مساء أول من أمس الاثنين بعد نقاش صاخب على استئناف المفاوضات مع سورية. لكن التصويت الذي كان ب47 صوتاً مع الاستئناف و31 ضد ذلك مع امتناع 24 نائباً عن التصويت كان اقل بكثير من الهامش الذي امل به انصار باراك في البرلمان المكون من 120 نائباً. وكان من بين من امتنعوا عن التصويت نواب حركة شاس الدينية 18 نائباً، كذلك امتنع عن التصويت احد النواب العرب العشرة في الكنيست وهو أحمد الطيبي. وقال الطيبي ل"الحياة" امس انه اعلن خلال النقاش في الكنيست امس بعد خطاب باراك الذي استمر نحو نصف ساعة انه سيمتنع عن التصويت "برغم ان الجولان ارض عربية يجب ان تعود الى وطنها الام سورية، وذلك لأن باراك لم يذكر اي شيء عن المسار الفلسطيني في كلمته". وزاد ان مكتب باراك حاول الضغط عليه حتى اللحظة الاخيرة للعدول عن موقفه لكنه تشبث به.