سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"يديعوت أحرونوت" نشرت تفاصيل الخطة السرية التي بدأت في عهد رابين ."عملية مانغو" لتقدير كلفة إخلاء الجولان مولتها حكومة نتانياهو بعلمه وتعاون المستوطنين
اكدت مصادر صحافية ان الحكومة الاسرائيلية الحالية موّلت، بعلم من رئيسها بنيامين نتانياهو وبالتعاون مع رؤساء المستوطنين، حملة سرية على مدى عامين متواصلين لتقدير كلفة اخلاء هضبة الجولان السورية المحتلة، وذلك خلافاً للنفي الذي ورد على لسان نتانياهو نفسه الاسبوع الماضي. وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" في عددها الصادر امس الثلثاء ان "عملية مانغو" وهو اسم الحملة التي بدأت في العام 1994 في عهد حكومة اسحق رابين عندما تلقت المفاوضات مع سورية دفعة الى امام وطرحت في حينه مسألة تعويض مستوطنين الجولان 14 الف مستوطن. وكان هدف العملية مسح البيوت والحقول والمزارع في هضبة الجولان وتحديد مقدار ممتلكات المستوطنين من اجل تعويضهم. واستمر تمويل عملية تقدير قيمة الممتلكات هذه التي وصفت بأنها "اغلى صفقات التخمين في الدولة" خلال حكومة شمعون بيريز الانتقالية بعد اغتيال رابين. وبعد سقوط حكومة حزب العمل سلّم وزير المال في حينه يعقوب شوحاط "ملفاً مرتباً عن عملية مانغو الى وزير المال الجديد في حكومة نتانياهو" دان ميريدور. ونقلت الصحيفة عن ميريدور قوله انه سلّم هذا الملف لنتانياهو شخصياً عندما قدم استقالته قبل نحو عامين، وانه "أعلمه بصفته حامل حقيبة المال بالوكالة". واشار التحقيق الى ضلوع رئيس المجلس الاقليمي للمستوطنات في الجولان يهودا وولمان المعروف بمعارضته الشديدة لأي انسحاب اسرائيلي منها، في تنسيق "عملية مانغو" منذ ولادتها. وكشفت الصحيفة ان وولمان ومحامياً اسرائيلياً لامعاً "يعكفان على بلورة اقتراح قانون مكتوب لاخلاء الجولان" وانه ساعد مكاتب تقدير قيمة الممتلكات في اجراء المسح من دون ان تثار شكوك المستوطنين، اذ جُند شركاء آخرون في العملية وكان دورهم ان يكونوا ممثلين ميدانيين لطواقم تقدير قيمة الممتلكات وفتح الخرائط امامهم موفرين عليهم عناء المواقف المحرجة والاجابة عن اسئلة المستوطنين هناك. وتم هذا في الوقت الذي ترأس فيه وولمان الحملة المناهضة للانسحاب من الجولان وحض الوزير ارييل شارون في فترة لاحقة على ارسال اموال لتكثيف الاستيطان في الهضبة السورية. وبعد تولي نتانياهو رئاسة الحكومة اصبح وولمان شخصية معروفة ومقبولة في مكتبه ومكتب وزير البنى التحتية شارون الذي صادق على بناء 2300 وحدة سكنية في الجولان وانشاء خمس مستوطنات جديدة وكلية لدراسات البيئة. لكن نتانياهو امره بأن لا يفعل ذلك "لعدم اثارة الحساسية السورية". ورغم مصادقة شارون لم يحدث اي شيء في الجولان ولم تبنَ وحدات سكنية جديدة. واكدت الصحيفة ان نتانياهو الذي هاجم بيريز ورابين في مؤتمر لمئات المؤيدين في مستوطنة كتسرين في الجولان عام 1995 وقال "انهما يتوسلان الى حافظ الاسد بأن يأخذ الجولان وانه لا يريد ذلك لانه يريد ايضاً اجزاء من الجليل وجبل ميرون"، كان من المتوقع ان يوقف اعمال تقدير الممتلكات فور وصوله الى الحكم، الا انه لم يفعل ذلك "بل تواصلت العملية بكل قوة وعنفوان". وجرى خلال "عملية مانغو" مسح 31 مستوطنة في الجولان وقدرت اللجان اثمان الاراضي والعقارات والممتلكات اليهودية في هذه المستوطنات باستثناء مستوطنة كتسرين ب 10 بلايين شيكل اسرائيلي نحو ثلاثة بلايين دولار اميركي تضاف اليها تكاليف انسحاب الجيش التي قدرها رئيس اركان الجيش الاسرائيلي في عهد رابين ايهود باراك بخمسة بلايين شيكل. وكان وولمان سرب لوسائل الاعلام الاسرائيلية في تموز يوليو الماضي معلومات عن تحذير شارون له من ان نتانياهو يخوض مفاوضات سرية مع سورية من وراء ظهر المستوطنين في الجولان وقال ان حزب "الطريق الثالث" بزعامة افيغدور كهلاني الذي يعارض الانسحاب من الجولان ساعد نتانياهو في استئناف هذه المفاوضات. وادت تصريحات وولمان هذه، على رغم نفي نتانياهو لها، بوزير الامن الداخلي الاسرائيلي الى طرح مشروع قانون تكريس ضم الجولان امام الكنيست البرلمان وحصل اول من امس على غالبية 55 صوتاً مقابل رفض 35 وامتناع 18 عن التصويت من بينهم زعيم حزب العمل المعارض باراك.