يتبنى مجلس الأمن اليوم الجمعة قراراً بتمديد صيغة "النفط للغذاء" لفترة ستة اشهر اضافية فيما تستعد الديبلوماسية البريطانية لاحتمال امتناع روسيا والصين، وربما فرنسا ايضاً، عن التصويت على مشروع قرار "اومنيبوس" الذي يضع شروط وظروف تعليق العقوبات المفروضة على العراق. وانقسم مجلس الأمن بين مؤيد لطرح مشروع القرار على التصويت غداً السبت مع بعض التعديلات الروسية حتى وإن واجه امتناع 4 دول عن التصويت ماليزياوروسيا والصين وفرنسا، وبين متحفظ على آثار الامتناع ومؤيد لتأجيل التصويت الى حين ضمان الاجماع. واجتمع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس صباح امس الخميس للبحث في التعديلات الروسية على مشروع "اومنيبوس". واستبعدت المصادر المطلعة التمكن من الأخذ بجميع التعديلات الروسية، الا انها استبعدت ايضاً عدم الأخذ بأي منها ما سيدفع روسيا الى استخدام حق النقض الفيتو على مشروع القرار. ورجحت المصادر صياغة المشروع بما يسمح لروسيا والصين بالامتناع عن التصويت فيما استمرت الجهود الرامية الى اقناعهما بتأييد القرار. وتعمدت الديبلوماسية البريطانية لفت الانتباه الى ان تبني القرار ليس نهاية المطاف وانما البداية بصفته صفارة الاطلاق لعملية البحث في جوهر الأمور مثل شكل الهيئة الجديدة لنزع السلاح ورئيسها ومهماتها. وحرصت الديبلوماسية البريطانية على القول بأن الامتناع عن التصويت لا يعني دفن القرار لأن تبني القرار يطلق عملية ستتطلب لاحقاً اجماع المجلس على تفاصيلها. وحسب تفكير الديبلوماسية البريطانية فإن الوقت الآن اكثر مناسبة لطرح المشروع على التصويت، وليس هناك سبب لتأجيله. وبالتالي، فإن الارجح هو ان تحقيق الاجماع ليس ممكناً الآن وقبل تشكيل هيئة نزع السلاح الجديدة للعراق. وأعادت روسيا شبح "الفيتو" الى طاولة المفاوضات هذا الاسبوع لغرض الأخذ بجزء من تعديلاتها لتتمكن من الامتناع عن التصويت، والتصويت الى جانب القرار اذا وافقت الولاياتالمتحدة على جميع تعديلاتها. وأبلغت الولاياتالمتحدة موقفها في شأن آلية اطلاق عملية تعليق العقوبات بصراحة الى الدول الأربع الاخرى. وأفادت مصادر فرنسية ان التفسير الاميركي للفقرة المعنية بتلك الآلية يختلف ليس فقط عن التفسير الروسي والصيني والفرنسي، وانما ايضاً عن التفسير البريطاني. وحض نائب المندوب الاميركي السفير بيتر بيرلي الحكومات على "اتخاذ القرارات السياسية". وقال: "بإجماع او من دونه، حان الوقت لاغلاق مجلس الأمن هذا الملف"، في اشارة الى مصير مشروع "اومنيبوس". وطرحت الولاياتالمتحدة امس رسمياً في مجلس الأمن مشروع قرار تمديد "النفط مقابل الغذاء والدواء" لستة اشهر بما يسمح للعراق ببيع ما قيمته 5.2 بليون دولار من النفط لسد الاحتياجات الانسانية الملحة. وجاءت الموافقة الاميركية بالتمديد لستة اشهر لتوحي للديبلوماسية الروسية بأن امكانية تأجيل التصويت الى الاسبوعين المقبلين واردة. وبقيت كل الاحتمالات مفتوحة نتيجة احتفاظ اللاعبين بأوراق سرية ذات علاقة بالمواقف من المشروع ومن توقيت التصويت عليه.