يزور نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز موسكو في الثاني من الشهر المقبل عشية انتهاء فترة تمديد برنامج "النفط مقابل الغذاء" موقتاً لاسبوعين تنتهي في 4 كانون الأول ديسمبر رفضتها بغداد احتجاجاً على قصرها. وأوضحت بغداد ان رفضها قرار التمديد الموقت للمرحلة السادسة من المبيعات النفطية يقتصر على الاسبوعين، وانها على استعداد للموافقة على قرار للمرحلة السابعة لستة اشهر من دون التحسينات التي سعت وراءها الديبلوماسية الروسية وفشلت. لكن الموقف الرسمي الذي عبر عنه مندوب العراق لدى الاممالمتحدة السفير سعيد حسن الموسوي بقي ان العراق "ليس ملزماً بأي موقف مسبق" وطالما "لا يتشاور مجلس الأمن مع العراق يجب ألا ينتظر موافقة". وأكد الموسوي في تصريحات الى "الحياة" انه "لم يحصل أني أبلغت اي مسؤول في الاممالمتحدة بموقف مسبق حول ما سيتخذه مجلس الأمن من قرارات"، تتعلق بمذكرة التفاهم على صيغة "النفط مقابل الغذاء". وقال: "ان هذا برنامج موقت للاستجابة للحاجات الانسانية لشعب العراق بالحدود الدنيا... موقت الى حين اتخاذ مجلس الأمن قراراً برفع العقوبات. وهذه المعطيات بالتأكيد تؤخذ في الاعتبار من جانب العراق". وأوضح السفير العراقي ان رفض قرار تمديد المرحلة السادسة الأخير "يقتصر على رفض الاسبوعين ولا يعني ايقاف التعاون مع المتبقي من المراحل السابقة". وقال: "ان تصدير النفط انتهى انما توريد المواد الانسانية الى العراق مستمر. ولدينا في المصرف 5 بلايين دولار بانتظار ان تنفق لشراء المواد المدنية ذات الضرورة العاجلة للشعب العراقي. وهناك اكثر من بليون دولار من العقود التي علقتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا". ونفى السفير العراقي ان يكون لتوقيت زيارة طارق عزيز الى موسكو علاقة بمواعيد اخرى منها المتعلقة بمذكرة التفاهم على النفط مقابل الغذاء والمرحلة السابعة، أو تلك المتعلقة بمشروع القرار البريطاني المعروف الآن ب"أومنيبوس" الذي يحدد شروط تعليق العقوبات. وقال: "توقيت الزيارة لا علاقة له بأية توقيتات مصطنعة يفرضها الاميركيون على المجلس. والزيارة جزء من التشاور المستمر" بين روسياوالعراق. وعلمت "الحياة" من مصادر متعددة ان المرجح بحلول 4 كانون الأول ديسمبر ليس تمديداً موقتاً آخر للمرحلة السادسة وانما بتبني مجلس الأمن قراراً يعطي العراق صلاحية بيع 5.2 بليون دولار من النفط للمرحلة السابعة بالصورة التي طرحتها الولاياتالمتحدة، أي من دون تغيير السقف أو ادخال تحسينات، وذلك بغض النظر اذا اتفقت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن على مشروع "أومنيبوس" أو فشلت في الاتفاق. وتأتي زيارة طارق عزيز الى موسكو للتعرف على الموقف الروسي من مشروع "اومنيبوس" سيما وان المواقف الروسية اتخذت في الآونة الأخيرة طابع المرونة مما أدى الى تكاثر الكلام عن مقايضات. وأكد سفير روسيا لدى الأممالمتحدة، سيرغي لافروف، استعداد روسيا الموافقة على تمديد برنامج "النفط للغذاء والدواء" للمرحلة السابعة على اساس مشروع القرار الاميركي بتعديلات طفيفة تعالج آلية قطع الغيار للمنشآت النفطية. ونصح بتجنب الربط بين المرحلة السابعة للمبيعات النفطية وبين مشروع قرار "اومنيبوس" الذي يحدد شروط وظروف تعليق العقوبات. وقال: "ليس من الحكمة اللعب على الترابط" بينهما، بل انه "خطأ". وأكد نائب المندوب الاميركي السفير بيتر بيرلي "اننا نركز" على مشروع "اومنيبوس". وقال ان ما تريده الولاياتالمتحدة هو تقرير عن علاقة قطع الغيار بالاحتياجات الانسانية، وزاد: "اننا ندعم المرحلة السابعة"، الا ان القرار في شأنها يعتمد على ما سيحدث لمشروع "اومنيبوس". وقال لافروف ان هناك كلاماً مع الطرف الاميركي في شأن نواح تقنية تتعلق بقطع الغيار. وأعرب عن الأمل بأن تعكس النتيجة "اهتمامنا الاساسي بأن لا تتجاهل المرحلة السابعة مقترحات قطع الغيار القوية التي قدمها الأمين العام". وأكد "في حال معالجة هذه الناحية"، ناحية قطع الغيار، فإن روسيا مستعدة للموافقة على قرار المرحلة السابعة الذي يعطي العراق صلاحية بيع 5.2 بليون دولار لفترة ستة اشهر. وأشار لافروف الى "اشاعات" تفيد بربط مصير المرحلة السابعة ومصير "اومنيبوس"، وقال ان من شأن ذلك "ان يضاعف تعقيد الوضع". ويغادر لافروف نيويورك الى موسكو خلال العطلة الاسبوعية ليعود منها بعد حوالى اسبوع.