افتتحت الأميرة جواهر آل الشيخ معرض "من وحي الماضي" الذي أقامته جمعية النهضة النسائية، وضم المعرض 39 ثوباً من الملابس النسائية التراثية للمناطق السعودية، وهي أزياء أخذت من التراث روحه الظاهرة في الشكل الخارجي للثوب بتفاصيل القصات المعهودة فيه، فيما جاءت الملابس بألوان لم تكن مألوفة في حينه مثل السكري والرمادي والفيروزي، الى جانب الوان العنابي والاخضر الداكن والاسود والبني. تعلق الأميرة بسمة بنت ماجد، رئيسة لجنة التراث والثقافة، على الهدف من هذه الفكرة فتقول: "في كل عام نحاول أن نضيف الى التراث مزايا الوقت الحالي، من ذلك تغيير اللون مع حرصنا على أن لا يمس تغييرنا أو اضافتنا هيبة التراث، فنجرب فيما يمكن لنا التحرك في محيطه مثل الألوان التي اخترناها بعد دراسة لرغبتنا في أن تلبسه فتيات الجيل الجديد، لأننا لانريد للتراث أن يسجن في خزانة انما نريده ملبوساً". ويتميز الثوب السعودي التقليدي عن الثوب السعودي الحالي بمرونته وهو يناسب السيدات والفتيات. ومع كل ثوب عرض مركز التراث في الجمعية قلادة أو سواراً من الفضة الأصلية المشغولة بأحجار كريمة تأخذ ألوانها من ألوان الثياب التي وضعت عليها، وتقول الأميرة بسمة: "اكمال الثوب بقطعة من المجوهرات التراثية الأصيلة يزيده أصالة وجمالاً". معرض من وحي الماضي جاء ليعرف بطبائع الأزياء وتمايزها بين نساء المناطق السعودية. فلكل منطقة قماش يختلف حسب مناخها، وتصميم مغاير بعض الشيء. فالشيفون مثلاً انتشر بين نساء الحجاز نظراً لحرارة المناخ ورطوبته معظم السنة، بينما يختلف الأمر في المناطق الشمالية التي تنسج أزياؤها من الصوف، وكذلك الجنوب. أما المنطقة الوسطى فتتنوع فيها خامة القماش حسب تغير المناخ بين حرارة وبرودة قارسة واعتدال. ومن جديد معرض "من وحي الماضي" الرسم على الأقمشة، تقول الأميرة بسمة: "ذلك لم يكن معروفاً في الزي السعودي القديم، الا في ما يسمى الشالكي". وتضيف: "حتى الأقمشة قمنا في الجمعية بصباغتها لأننا نريد ألواناً معينة لا تتوافر في السوق". من الملابس المعروضة ماهو أصلي ومنها ماهو مستوحى من الثياب الأصلية التي تتدرب المصممات على قصاتها ونقوشها وطريقة تطريزها والخرز الذي يشغلها والخياطات على عمل مثلها. ومعظم الخياطات والمطرزات في المركز سعوديات. جمعت مصممات الجمعية في هذا المعرض بين الأزياء التراثية للمناطق السعودية في محاولة لتوحيد الزي السعودي بنظرة حديثة ولجميع ازياء المناطق السعودية في زي مشترك مثل جمعهن بين التطريز المأخوذ من الحجاز، وبين قصة الثوب النجدي، وبين تطريز من الشمال وقصة من الحجاز. وتقول الأميرة مها الفيصل عن هذا التوجه: "هذا الزي يمثل المملكة الحديثة، واستيعاب التراث المنسوب الى منطقة معينة من السعودية بدا معروفاً لدى السعوديات، ولذلك من الطبيعي الآن أن ترتدي سيدة من الحجاز الثوب النجدي وان كانت في احدى مدن الحجاز، او ان ترتدي الشمالية ثوباً للحجاز، وهكذا". وتختلف الأزياء التراثية للمتزوجة عن غيرها في بعض المناطق السعودية، ويتضح ذلك في مكملات الثوب التقليدي على وجه الخصوص. وتقول الأميرة مها: "باع لنا أحد الجنوبيين قطعة من الفضة تشبه الخاتم توضع على مقدمة الرأس، وهي علامة للسيدة المتزوجة في الجنوب، وفي الطائف تعصب المرأة المتزوجة رأسها بعصابة زرقاء، وتعصب غير المتزوجة رأسها بعصابة حمراء، وفي الجنوب تعصب المتزوجة رأسها بالأصفر، ولا تعصب غير المتزوجة رأسها، وأعتقد أن المتزوجة في نجد كانت تغطي رأسها بغطاء أسود بينما تلبس غير المتزوجة ما يسمى المخنق". وتتحدث الأميرة مها الفيصل عن مشروع مركز التراث في سلسلة معرض "من وحي الماضي" وتقول: "نحن هنا فريق يقوم بعمل جماعي، نختار معاً الألوان والخيوط، ونتفق على الأثواب المصممة وانتمائها المكاني، وبعد ذلك تعرض الخامات على الخياطة التي تحدد مدى صلاحية القماش للتصميم المقترح. وعلى أساس ذلك، وبعد عرض التصورات يبدأ تنفيذ ما اتفقنا عليه". وتصحح مها الفيصل المفهوم السائد عند الناس حول الأزياء التقليدية عموماً وتقول: "التراث لا يصمم والناس لا يفهمون هذا الأمر لأنهم حشروا في قالب الفنان والمصمم، ولا يطلق على من يصمم الأثواب القديمة مصمم لأنه يعيد ويضيف، وهذا لا ينقص من مهارة المصمم، بل هذه قدرة لا تتهيأ الا للمصممين المتمكنين ذوي الخبرة العريقة".