عقد رؤساء جمهوريات ومقاطعات شمال القوقاز اجتماعاً طارئاً امس لصوغ اقتراحات لحل المشكلة الشيشانية، وتخلّف الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف عن الحضور، فيما ركّز الجيش الروسي قصفه على مطار غروزني امس وحاولت القوات الفيديرالية التغلغل في عمق الجمهورية. واعلن مصد قريب من مسخادوف انه ارسل سليم خان ياندربييف الى الامارات العربية المتحدة للتباحث مع المسؤولين في الوضع الشيشاني. وتزايدت الضغوط على موسكو لوضع حد للحرب بعدما ضمت الولاياتالمتحدة صوتها الى الاوروبيين مطالبة بحلٍ سياسي، وبالحوار مع الشيشانيين. وعقد اللقاء بطلب من رئيس جمهورية انغوشيتيا رسلان آوشيف الذي اعلن انه سينقل مقترحات مسخادوف لايجاد تسوية و"مكافحة الارهاب" في وقت واحد. الا ان السكرتير الصحافي للرئيس الشيشاني سليم عبدالمسلموف ذكر ان هذا اللقاء "فقد مغزاه"، مشيراً الى التطورات الاخيرة واهمها قصف السوق المركزية في غروزني. ورغم نفي موسكو "تورطها" فإن المراسل الميداني لتلفزيون "ان. تي. في" المستقل نقل عن مصادر عسكرية ان صواريخ من طراز "سكاد" استخدمت لضرب العاصمة الشيشانية. واعلن الحاكم العسكري الشيشاني عيسى منايف ان الطائرات الروسية اطلقت امس السبت اربعة صواريخ على مطار غروزني وقصفت مواقع في ضواحي المدينة. واعترفت وزارة الدفاع الروسية بأن الطيران الفيديرالي شن امس عشر غارات على "قواعد للارهابين" ولكنها نفت ان يكون المطار واحداً من الاهداف. ومن جانبه ذكر نائب رئيس غرفة العمليات في هيئة الاركان الشيشانية اسلام خاسوخانوف ان القوات الروسية قامت امس بتحرك للتغلغل في عمق الاراضي الشيشانية وهاجمت مواقع الى الشمال من غروزني وقصفت بالمدفعية ضواحي العاصمة. وسيطر الجيش 58 امس على خط الحدود بين الجمهوريتين الشيشانية والانغوشية الذي كان عملياً "القناة" الوحيدة التي تربط الشيشانيين بالعالم الخارجي وباغلاقها سوف يتفاقم الوضع داخل الجمهورية. فقد اعلنت بعثة الصليب الاحمر الدولي في موسكو ان موظفيها في غروزني تبقت لديهم مواد طبية لمعالجة ما لا يزيد عن 500 جريح، في حين انها اشارت الى ان عدد المصابين في حادث قصف السوق المركزية بلغ زهاء 260 ولم تحدد عدد القتلى. واعترفت وزارة الدفاع الروسية بأن المستشفيات الشيشانية، "لم تعد فيها أماكن شاغرة" وانها تواجه صعوبات في توفير الادوية والمواد الطبية الاخرى. وحذر رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف من احتمال تزايد الاصابات بين المدنيين اذا قررت موسكو الاقدام على "حرب واسعة". وطلب الشروع في مفاوضات "من دون اسقاط اي طرف"، مشيراً الى ان الرئيس مسخادوف "يختلف عن غيره من القادة الراديكاليين على رغم انه لا يسيطر على الوضع تماماً". من جهتها دانت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت امس قصف العاصمة الشيشانية الذي ذهب ضحيته 137 قتيلاً، موضحة انها ستناقش هذه المسألة مع نظيرها الروسي ايغور ايفانونف. وقالت اولبرايت في مقر سفير الولاياتالمتحدة في نيروبي في اليوم الاخير من جولتها الافريقية، ان الولاياتالمتحدة تعتبر ان "هذا القصف مؤسف ولا يبشر بالخير". وتابعت: "بالطبع كنا ولا نزال قلقين من الوضع في الشيشان لكن تطورات الساعات الثماني والاربعين الاخيرة تزيد من قلقنا". وكانت واشنطن دعت روسيا و"القادة الشيشان المسؤولين" لبدء "حوار سياسي بشكل عاجل"، كما اعلن الرجل الثاني في الخارجية ستروب تالبوت. واضاف مساعد وزيرة الخارجية في بيان ان "الازمة في شمال القوقاز تدهورت بشكل واضح خصوصا مع اعمال العنف المثيرة للصدمة بالامس في غروزني. فالخسائر المتزايدة في صفوف المدنيين تعرض الامن والاستقرار في المنطقة لمزيد من المخاطر".