قدمت غروزني أمس الأربعاء معلومات متناقضة حول ملابسات مقتل ثلاثة بريطانيين ونيوزيلندي وجدت جثثهم في الشيشان أول من أمس، وذكر الرئيس أصلان مسخادوف ان الجريمة ارتكبت اثناء عملية لاطلاق سراح الرهائن، فيما أشار المدعي العام منصور طاهروف إلى أن الأجانب قتلوا بسبب "صراع بين عصابتين محليتين". وطلبت موسكو من الأجانب الامتناع عن زيارة القوقاز من دون موافقة مسبقة. وأحدثت الجريمة صدى واسعاً في العالم وداخل روسيا وفي الشيشان. وأفادت معلومات ان رؤوس الأجانب الأربعة قطعت وتعرف عليها أحد حراسهم الشيشانيين ولكن لم يعثر على جثثهم. وأصدر مسخادوف أمس بياناً قال فيه إن الحادث وقع داخل أراضي الشيشان بالقرب من الحدود مع جمهورية انغوشيتيا. وأضاف ان هيئات حفظ الأمن تمكنت من تحديد موقع احتجاز الأربعة الذين كانوا اختطفوا في غروزني قبل شهرين وجرت عملية للافراج عنهم، وأن الخاطفين ذبحوهم اثناء العملية وتمكنوا من الفرار ووعد باتخاذ اجراءات للقبض على الجناة والاقتصاص منهم. ولكن المدعي العام ذكر أن الأجانب قتلوا بعدما ألقت أجهزة الأمن القبض على أحد المتورطين في عملية الاختطاف. وقال إن هناك عصابتين إحداهما تختطف الرهائن وتسلمها إلى أخرى لاخفائهم والمطالبة بفدية عنهم. وأوضح ان صدامات جرت بين الطرفين لاخفاء آثار الجريمة، وفي سياقها قتل المواطنون الأجانب الأربعة. وقدم وزير الداخلية وسكرتير مجلس الأمن القومي تقريراً عن الحادث إلى بوريس يلتسن الذي غادر المستشفى أمس وانتقل إلى أحد منازله الريفية للنقاهة. وأعلن المكتب الصحافي للكرملين ان الرئيس أمر الخارجية ابلاغ الجهات الأجنبية بأن "وجود رعايا أجانب في المنطقة من دون مواقة مسبقة أمر غير مرغوب فيه". ووصف رئيس جمهورية انغوشيتيا رسلان اوشيف الجريمة بأنها "ضربة" لجميع جمهوريات القوقاز. وقال إنها ستؤدي إلى وقف الاستثمارات الغربية في المنطقة. وطلب من مسخادوف "الضرب بيد من حديد وفرض الديكتاتورية" لوقف الاجرام. ورأى أنه بخلاف ذلك، فإن الشيشان سوف تتحول "جمهورية كهوف يسودها نظام همجي". ومن جهة أخرى، حمّل اوشيف المركز الفيديرالي روسيا المسؤولية عما يجري. وقال إن موسكو "اضاعت" كل ما تم التوصل إليه اثر عقد اتفاق السلام، لأنها لم تنفذ التزاماتها الاقتصادية والمالية حيال القوقاز.