توقع الحاكم العسكري للجمهورية الشيشانية عيسى منايف محاولة روسية لاقتحام غروزني أواخر الشهر الجاري، فيما أكد مسؤول في الأركان الفيديرالية ان العاصمة الشيشانية سوف "تحرر". وذكرت موسكو ان ألف "مرتزق" وصلوا الى الشيشان بينهم رعايا صينيون، واتهمت مواطناً مصرياً بالتورط في تفجير مساكن في موسكو. واكدت روسيا انها حصلت على "تفهم" اميركي لموقفها في القوقاز. ولبحث تطورات الوضع عقد الرئيس بوريس يلتسن اجتماعاً مهماً امس حضره وزراء الدفاع والأمن والداخلية والخارجية ومسؤولو اجهزة الاستخبارات، فيما توجه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الى منطقة القتال وحلّق لمدة عشر دقائق في طائرة مقاتلة من طراز "سوخوي 25". وفي لقاء مع الطيارين الذين شاركوا في الغارات على المواقع الشيشانية اشار بوتين الى ان "الارهابيين لا يفهمون لغة غير لغة القوة ... ولذا لا سبيل لمعالجة الوضع الا بالقوة". واعتبر المراقبون هذا التصريح دليلاً على نية موسكو تصعيد عملياتها العسكرية والتخلي عن محاولات استئناف المفاوضات مع غروزني. وعزز هذا الرأي اعلان النائب الأول لرئيس هيئة الاركان فاليري مانيلوف امس ان "غروزني وسائر المدن الشيشانية ستتحرر من الارهابيين ... وسيباد المقاتلون هناك". وأضاف: "إذا اقتضى الأمر احتلال كل الأراضي الشيشانية فسنفعل ذلك". الا انه أشار الى ان القوات الروسية لن تلجأ الى "ضربة نمطية" على طول خط الجبهة بل ستتبع اساليب وتكتيكات مختلفة. ومن جانبه أكد منايف الذي كان الرئيس اصلان مسخادوف عينه حاكماً عسكرياً اثر اعلان الاحكام العرفية انه يتوقع محاولة للسيطرة على غروزني أواخر الشهر الجاري. وذكر في حديثه الى صحيفة "كومير سانت" امس ان الاستيلاء على المرتفعات المحيطة بالمدينة وتدمير البنى التحتية فيها وقصف ضواحيها تمهيد لهجوم هدفه ارغام المقاتلين على الانسحاب من العاصمة. واكد منايف ان الشيشانيين "لن يسلموا غروزني"، مشيراً الى ان القوات الروسية كانت احتلت المدينة مطلع 1995 بسبب قلة الخبرة العسكرية لدى المدافعين عنها وشحة الأسلحة والذخيرة. وذكر ان غروزني الآن "محصنة" وفيها ما يكفي من السلاح والرجال للمقاومة على رغم قطع الغاز والكهرباء عنها. ولاحظ المراقبون العسكريون ان سير العمليات يؤكد احتمال التحضير لاقتحام العاصمة الشيشانية، فقد واصلت القوات الروسية قصف مواقع ومنشآت حيوية وقامت بعملية انتشار واسعة على نصف قوس يطوق غروزني من الشمال والشمال الشرقي وتفادت اشتباكات واسعة مع مجموعات شيشانية ذكرت وزارة الدفاع الروسية انها تحاول القيام بعمليات في الخطوط الخلفية للقوات الفيديرالية. وعززت موسكو قواتها على الحدود مع جورجيا وتحاول حالياً اغلاقها لمنع وصول امدادات الى الشيشانيين. وذكر الجنرال مانيلوف ان حوالى 1000 "مرتزق" تمكنوا من عبور الحدود للمشاركة الى جانب الشيشانيين في القتال. ومن جانبه كشف الناطق باسم هيئة وزارة الأمن الفيديرالية الكسندر زدانوفيتش ان عدداً من رعايا الصين تدربوا في معسكرات داخل الأراضي الشيشانية، وذكر ان اجهزة الأمن ألقت القبض على صيني مسلم كان يعد لتفجير السفارة الصينية في تركيا. واكد زدانوفيتش ان مواطناً مصرياً سابقاً اسمه سيد اللبان "مشتبه في المساعدة في تنظيم عمليات ارهابية" في موسكو. وأوضح ان اللبان كان تزوج من روسية وحصل على الجنسية وانشأ في العاصمة شركة تجارية وسجل على حساباتها مبلغ 200 ألف دولار باعتبارها كلفة افطار للصائمين في داغستان الا انه سلم هذا المبلغ الى القائد الميداني الراديكالي شامل باسايف، وبعد التفجيرات الأخيرة غادر اللبان الأراضي الروسية. وتحاول روسيا الحصول على تأييد دولي لحملتها القوقازية. ووجه الرئيس بوريس يلتسن رسالة الى نظيره الاميركي بيل كلينتون اكد فيها نيته "قمع وكر الارهاب" في الشيشان. واشار في الوقت ذاته الى ان موسكو يمكن ان تتفاوض مع قادة شيشانيين "يرفضون العنف والارهاب". وذكر وزير الداخلية فلاديمير روشايلو اثر اجتماع مع وزيرة العدل الاميركية جانيت رينو ان الجانب الروسي "وجد تفهماً كاملاً" وأضاف ان الولاياتالمتحدة تؤيد موقف روسيا في "تصفية العصابات الارهابية". إلا أن الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض مايكل هامر اشار الى "قلق" واشنطن لسقوط ضحايا بين المدنيين وتزايد اعداد اللاجئين وحذر من ان العمليات الواسعة في الشيشان تشكل خطراً على الاستقرار في جميع القوقاز".