بلغ عدد القتلى منذ بدء العمليات العسكرية ضد الجمهورية الشيشانية حسب تقديرات غروزني 2108 اضافة الى أعداد كبيرة من الجرحى و170 ألف نازح اضطروا الى الهرب من جحيم الحرب. وأعلنت غروزني اسقاط طائرة روسية قتل قائدها. وصرح القائد الميداني شامل باسايف ان روسيا لن تتخلى عن مطامعها الاستعمارية وسنلقي بالروس خارجاً وكان باسايف يتحدث في غروزني. واستمرت أمس الغارات الجوية على مناطق في مختلف أنحاء الشيشان، واحتدمت المعارك للسيطرة على بلدة غاراغورسك التي ذكر وزير الدفاع ايغور سيرغييف ان فيها 300 مسلح "يقاومون بضراوة" واعترف بمصرع جندي واحد فقط من قواته، فيما أكد ان الشيشانيين خلفوا ثماني جثث في خنادق استولت عليها القوات الفيديرالية "ويعلم الله كم ظل من الجثث وراء الخنادق". وعقد في غروزني أمس اجتماع شارك فيه 25 ألف شخص للاحتجاج على الحرب. ولفت الأنظار تصريح رئيس البرلمان الشيشاني رسلان علي حجييف الذي قال "اننا نرفض كل أشكال الارهاب والتطرف أياً كانت ذرائعها". ووصف المراقبون هذا التصريح بأنه "ضربة" موجهة الى القادة الميدانيين الراديكاليين وفي مقدمهم شامل باسايف الذي تطالب موسكو بتسليمه شرطاً مسبقاً لبدء المباحثات مع الرئيس اصلان مسخادوف. ووجه المشاركون في اجتماع غروزني رسائل الى المنظمات الدولية والأوروبية دعوا فيها الى "وقف الكارثة" التي ذكروا أنها تهدد بمصرع عشرات الآلاف من البشر. وبحثت تطورات الوضع في القوقاز أمس أثناء مباحثات في سانت بطرسبورغ بين وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر ونظيره الروسي ايغور ايفانوف الذي أكد أن الغرب "يفهم ... ضرورة اتخاذ اجراءات حازمة ضد الارهابيين" ولكنه في الوقت ذاته يدعو الى تفادي الضحايا بين المدنيين. من جهته اعلن الزعيم شامل باسايف في مقابلة نشرتها صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أمس ان المقاتلين الشيشانيين "سيلقون الروس خارجا". وقال باسايف الذي اجرى المقابلة الاربعاء في غروزني "عام 1996 هنأت نفسي بالقاء الروس خارجا، وكنت ارغب في اغلاق منافذ جمهوريتنا قبل ان يكرروا هجومهم. لم نحكم اغلاق المنافذ لكن ذلك ليس خطيرا، سنلقي بهم خارجا". واكد الزعيم الشيشاني ان "روسيا لن تتخلى ابداً عن مطامعها الاستعمارية: فبعد الشيشان ستقوم بالامر نفسه في جورجيا او في اذربيجان". وتابع باسايف "قد نقاتل بعضنا بعضاً او نسرق احدنا الآخر. لكن في مواجهة الروس، كنا دائما متحدين ولن يكون هناك استثناء اليوم". وافادت الصحيفة ان باسايف اجرى المقابلة من مقره في غروزني. وكان الجيش الروسي اعلن الاثنين الماضي انه عزل الزعيم الشيشاني في قرية غوراغورسكي غرب الشيشان بعدما هدد روسيا بأعمال ارهابية ردا على هجومها على الجمهورية الانفصالية. واعلن المكتب الاعلامي للقوات الشيشانية ان الدفاعات الجوية اسقطت طائرة روسية أمس على مقربة من غروزني وان طيارها قتل. وقال المصدر ان الطائرة سقطت على بعد حوالى 30 كيلومترا غرب غروزني بعد القاء صواريخ عدة على منشآت نفطية وعلى المطار في ضواحي العاصمة الشيشانية. واضاف المصدر ان الطائرة وهي من طراز سوخوي-25 اصيبت بنيران بطارية دفاع جوي من طراز "ايغلا" روسية الصنع. وعلى صعيد آخر أعلن رئيس جمهورية انغوشيتيا رسلان آدشيف ان 164 من أصل 170 ألف لاجئ شيشاني انتقلوا الى انغوشيتيا التي يبلغ عدد سكانها 340 ألفاً أي بمعدل لاجئ واحد مقابل كل مواطنين. وأكد ان المشكلة الشيشانية لا حل عسكرياً لها ودعا الى عقد لقاء عاجل بين مسخادوف ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، وفي خلاف ذلك توقع أن يشهد القوقاز "حرباً طويلة وشرسة".