دعا الرئىس المصري حسني مبارك إسرائيل إلى سحب جيشها من لبنان، في وقت حمّلت الحكومة الإسرائيلية حكومة لبنان "وحدها مسؤولية استمرار الوضع الراهن وما يترتب عليه من عواقب لا مفرّ منها" في رسالة وجّهها سفيرها في الأممالمتحدة دور غولد إلى الأمين العام كوفي أنان أكد فيها ان تل أبيب "تحتفظ بحقها في اتخاذ أي إجراء قد تراه ضرورياً اذا استمرت الحكومة اللبنانية في رفضها تجريد "حزب الله" وغيره من المنظمات الإرهابية من السلاح". فقد نقل نقيب المحررين اللبنانيين ملحم كرم عن الرئىس مبارك ان "مشكلة الجنوباللبناني كبيرة"، وقوله "اذا كان الاسرائىليون جادين في الانسحاب فعليهم تنفيذ قرارات مجلس الأمن بلا شروط وليتركوا لبنان، واللبنانيون يمكنهم توفير الأمن في الشريط الحدودي". واضاف "ان اسرائىل تريد التوقيع مع لبنان لضرب سورية والعملية واضحة". وأشاد مبارك برئيس الجمهورية اميل لحود الذي سمع عنه "كل شيء طيب وحسن". وجاء في الرسالة الإسرائيلية إلى أنان "ان الحكومة اللبنانية لا تزال مسؤولة في شكل مباشر عن الحال الأمنية غير المستقرة على طول الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، ويتمثل السبب الرئيس في ذلك في تأييد لبنان غير المشروط لحزب الله". وقال غولد "ان اسرائىل تكرر تأكيد استعدادها لتنفيذ القرار الدولي الرقم 425 1978 وتطلب من حكومة لبنان ان تتعاون مع اسرائيل لاستعادة السلام والأمن على طول حدودها المشتركة". وأشار الى "عدم اجابة الحكومة اللبنانية عن الاقتراحات الاسرائيلية وإلى تصريحات رئىسي الجمهورية إميل لحود والحكومة سليم الحص"، معتبراً انها "تشكل رفضاً تاماً لجوهر قرار مجلس الأمن الرقم 425". وحذّر من "عواقب لا مفر منها، تترتب على استمرار الوضع الراهن الناتج عن رفض البحث في تنفيذ القرار". وأشار الى ان القرار 425 "لم يكتف بالمطالبة بانسحاب القوات الاسرائيلية وإنما طالب باستعادة السلام والأمن الدوليين وعودة السلطة الفعلية للحكومة اللبنانية الى المنطقة". وتابع "ان استعداد لبنان المستمر للسماح بانطلاق العمليات الارهابية من ترابه لا يتفق مطلقاً مع هذين الحكمين الأخيرين للقرار. فالقانون الدولي يحظر على لبنان السماح بالإرهاب وتشجيعه بأي شكل من الأشكال. وحكومة لبنان برفضها تجريد "حزب الله" وغيره من المنظمات الإرهابية من السلاح أظهرت انها غير راغبة في الامتثال للإلتزامات الدولية". وأضاف "أمام هذا الحال ينبغي ان يكون مفهوماً ان اسرائيل تحتفظ بحقها في اتخاذ اي اجراء قد تراه ضرورياً لتأكيد الدفاع عن نفسها، وفقاً للقواعد الدولية وميثاق الأممالمتحدة". تقرير أنان الى ذلك، جاء في تقرير الأمين العام عن قوة الأممالمتحدة الموقتة في جنوبلبنان يونيفل "ان الاشهر الستة الماضية سجلت اكبر عدد من العمليات ضد القوات الاسرائيلية وقوات الامر الواقع، منذ وقت طويل، تمثلت في 386 عملية، وحدوث نحو 280 عملية شمال نهر الليطاني". وجاء في التقرير "ان حركة المقاومة الاسلامية وهي الجناح العسكري لمنظمة "حزب الله" قامت بالغالبية العظمى من تلك العمليات". وتابع التقرير "ان قوات اليونيفل سجلت ما يقرب من 18 الف طلقة من المدفعية ومدافع الهاون والدبابات والقذائف اطلقتها قوات الدفاع الاسرائيلية وقوات الامر الواقع، ما يمثل زيادة مقدارها 70 في المئة عن مدة الإبلاغ السابقة". وأضاف "ان القوات الاسرائيلية قامت بسبع غارات جوية في منطقة عمليات يونيفل". وبحسب التقرير "ان القتال تواصل بوتيرة أعلى في جنوبلبنان خلال الأشهر الستة الماضية، ولا تزال الحال في المنطقة متقلبة وخطيرة مع احتمال تصعيدها في اي لحظة". وأوصى أنان مجلس الأمن بأن يستجيب طلب حكومة لبنان ويمدد ولاية يونيفل ستة اشهر اضافية حتى 31 تموز يوليو المقبل، "لأن مساهمة القوة الدولية في الاستقرار والحماية التي توفرها لسكان المنطقة لا تزال تتسم بالأهمية". وأمس أفرج "جيش لبنانالجنوبي"، الموالي لاسرائيل، عن 16 معتقلاً من سجن الخيام ك"مبادرة انسانية" كما أفاد في بيان. والمحررون هم: علي حجازي الذي أمضى عشر سنوات في المعتقل وأبعد فور الافراج عنه الى المناطق المحررة عبر معبر كفرتبنيت وزار من فوره الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وكمال حبيب خريزات ومحمد علي فقيه من عيترون، واحمد محمد الشيخ علي ومحمد صدقة من الخيام وموسى سليم عطية من طير حرفا ومحمد حسين ناصر من عيتا الشعب ومروان كنعان وجمال نبعا ولطيف يوسف الحاج من رميش وجين جان حداد من برج الملوك ومحمد قاسم الشعار من الهبارية وحسين فرج ومحمد عسيلي من بنت جبيل ونبيل الاسمر من العديسة. وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر هنري فورينييه أشار بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص الى أنه التقى قائد "الجنوبي" اللواء انطوان لحد ووعد بانه سيتابع موضوع المعتقلين. وشدد على "ضرورة التمسك بكل الفرص المتاحة والممكنة لمساعدة المدنيين". وأكد الحص "ان الحكومة تولي القضية الأهمية وتتابعها مع المعنيين خصوصاً مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تقوم بمساعٍ مشكورة مع الحكومة اللبنانية للافراج عنهم". على صعيد آخر، طلبت لجنة مراقبة وقف اطلاق النار المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل من إسرائيل عدم تعريض حياة المدنيين للخطر، في نهاية إجتماعها الذي بحث أمس في خمس شكاوى. وحلقت طائرات حربية اسرائىلية في الاجواء اللبنانية وصولاً الى صيدا والناعمة واخترقت جدار الصوت. ونفّذت صباحاً غارات وهمية في القطاع الاوسط والنبطية واقليم التفاح. وأعلنت حركة "امل" انها هاجمت تحركات اسرائيلية في مواقع الصلعة وبرعشيت ومحيط مزرعة علمان ومجرى نهر الليطاني. وتحدثت عن تحقيق اصابات. وأعلنت المقاومة الاسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" انها استهدفت قوة اسرائىلية في وادي الحجير ليل اول من امس.