أعلن أحد المهندسين العاملين في مشروع "تلفريك" الواصل ما بين تل السلطان ودير قرنطل الواقعين في منطقة أريحا، ان العمل التجريبي سيبدأ في الثلث الأخير من شهر تشرين الأول اكتوبر المقبل، على ان يفتتح أمام السياح في الشهر الذي يليه. يذكر أن تل السلطان يضم مدينة أريحا الكنعانية، أما دير قرنطل المقام على سفح جبل يشرف على أريحا الحديثة، فيضم المغارة التي صام فيها السيد المسيح، عليه السلام، أربعين يوماً. وقال مازن سنقرط، أحد المهندسين المشرفين على المشروع، أن "تنفيذ المشروع جاء بعد دراسات عدة"، وان العطاء استقر على شركة سويسرية - نمسوية متخصصة في هذا المجال؟ وينفذ المشروع المجلس الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار"، وهو مؤسسة حكومية وطاقم من المهندسين الفلسطينيين. وأضاف: "يتضمن المشروع تسيير 12 عربة معلقة في أربع مجموعات، تنقل 525 شخصاً كل ساعة. وهي عربات حديثة مزودة بمقاعد تتسع الواحدة منها لثمانية أشخاص"، مشيراً إلى أن المسافة ما بين المحطة السفلية والعلوية تبلغ 1400 متر هوائي. وقدر السيد سنقراط كلفة المشروع بين عشرة و12 مليون دولار، تشمل إقامة فندق ومحلات تجارية ومعارض للتراث الفلسطيني والأشغال اليدوية ومطعم واستراحة. واعتبر رئيس بلدية أريحا عبدالكريم سدر إقامة "التلفريك" مشروعاً تنموياً استراتيجياً، هو الأول من نوعه في فلسطين، مؤكداً ان بلديته التي هيأت البنية التحتية للمشروع لن تتوانى عن تقديم التسهيلات لأي مشروع استثماري مماثل. من جهته، اعتبر المدير العام لدائرة السياحة في أريحا والأغوار إبراهيم جاد ان "المشروع يكتسب أهمية من كون مدينة أريحا امتداداً لرحلة الحاج المسيحي، التي تبدأ في كنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة القيامة في القدسالمحتلة، وتنتهي في أريحا حيث المغطس في نهر الأردن الذي تعمد فيه السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان". ومعروف أن منطقة أريحا تحتوي، إضافة إلى الآثار الكنعانية والدينية المسيحية، أثاراً عربية إسلامية، أشهرها القصر الشتوي للخليفة الأموي هشام بن عبدالملك، الذي دمره زلزال أصاب المدينة قبل أن يقيم فيه.