وصل بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر, إلى ملعب عمان الدولي لإقامة قداسه الأول في الأردن, حسب ما ذكرت ال (بي بي سي). وصل البابا على متن السيارة البابوية البيضاء ولف دورة واحدة حول الملعب المكتظ بالآلاف كانوا يحملون الأعلام الأردنية وأعلام دولة الفاتيكان وهم يهتفون "نعم للحب والسلام". وتم تجهيز 35 ألف مقعد في الاستاد, حيث تمت دعوة مسلمين ومسيحيين غير كاثوليك إلى هذا القداس الذي تحضره أيضا وفود مسيحية عدة من دول الجوار, وخصوصا سورية ولبنان والعراق. ويتوجه البابا بعد ذلك إلى قرية بيت عنيا, حيث يعتقد أنها شهدت تعميد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن. وكان بابا الفاتيكان قد أدان أمس ما وصفه بالتوظيف الأيديولوجي للدين، وذلك خلال كلمة أمام شخصيات إسلامية في مسجد الملك حسين بن طلال في العاصمة الأردنية عمان. وقال: إن هذا الاستغلال يكون أحيانا لأهداف سياسية, ويؤدي إلى الفرقة والتوتر والعنف، ودعا المسلمين والمسيحيين إلى الاتحاد باعتبارهم مؤمنين بالله ولهم تاريخ مشترك، وندد بأولئك الذين يقولون: إن "الدين هو بالضرورة سبب للانقسام في عالمنا". وقبل دخوله المسجد وضع البابا حجر الأساس لجامعة تديرها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ستكون مفتوحة للمسيحيين والمسلمين. ورافق البابا في جولته في مسجد الملك الحسين, الأمير غازي بن محمد مستشار العاهل الأردني عبد الله الثاني للشؤون الدينية. في كلمته باللغة الانكليزية داخل مسجد الملك حسين، قال الأمير غازي: إنه يشكر رئيس الكنيسة الكاثوليكية على "الأسف الذي عبّر عنه" بعد محاضرته في سبتمبر عام 2006 في ألمانيا، التي بدا فيها وكأنه يربط الإسلام بالعنف. لكن الترجمة العربية لكلمة الأمير غازي المعروف بتدينه الشديد, أثارت جدلا, حيث أشارت إلى "ندم" البابا على تلك التصريحات. وكانت زيارة البابا قد أثارت حفيظة وانتقادات الإسلاميين في الأردن بسبب خطابه عام 2006. وكان البابا قد أعرب وقتها عن أسفه بسبب رد الفعل الذي ولدته ملاحظاته، مضيفا أن النصوص التي استشهد بها لا تعكس أفكاره الخاصة. وحيا البابا بحرارة بطريرك الطائفة الكلدانية في بغداد إيمانويل ديلي الثالث, الذي حضر إلى مسجد الحسين إلى جانب عدد كبير من رجال الدين. ودعا بنديكتوس السادس عشر إلى الاعتراف بحق مسيحيّي العراق بالعيش في سلام داخل المجتمع.
دعوة للمصالحة وكان البابا قد زار أمس أيضا جبل نيبو الذى يقدسه المسيحيون والمسلمون واليهود, حيث يقال إن النبي موسى شاهد منه أرض الميعاد قبل وفاته. ودعا البابا إلى مصالحة بين المسيحيين واليهود, قائلا: إن الحج إلى الأراضي المقدسة يذكر بالعلاقة التي لا يمكن أن تنقطع بين الكنيسة الكاثوليكية والشعب اليهودي. ويقع جبل نيبو غربي مدينة مأدبا على بعد نحو 40 كلم جنوب غرب عمان, وهو يشرف على مصب نهر الأردن وعلى مدينة أريحا. ويشمل برنامج جولة البابا في الأردن أيضا, زيارة مغطس تعميد السيد المسيح، وجبل مكاور, حيث يعتقد أن رأس القديس يوحنا المعمدان فصل عن جسده. وكان المسيحيون السوريون قد حرصوا على التوجه إلى الأردن لحضور قداس البابا.