ب ب سي0-كانت بيت لحم مهد المسيح فإن السوريين يعتبرون سورية مهد المسيحية التي انطلقت منها إلى العالم. وفي مثل هذا الشهر من عام 2001 زار دمشق البابا يوحنا بولس الثاني حيث كان أول بابا يزور سورية و أول بابا يدخل مسجدا هو الجامع الأموي الكبير في دمشق. وتعج بطريركية الروم الكاثوليك في حارة الزيتون في دمشق القديمة بالحجيج من المسيحيين السوريين الذين يعدون العدة للتوجه إلى الأردن لحضور قداس البابا بنديكتوس السادس عشر في ملعب عمان الدولي. الرحلة يشارك فيها شبان من مختلف الأعمار ومن مدن سورية مختلفة منهم فارس الذي قال لبي بي سي العربية "استقبلت البابا يوحنا بولس الثاني في دمشق و اليوم سأتوجه إلى عمان للقاء البابا بينديكتوس لسماع موعظته و توجهياته للشبيبة المسيحية في الشرق". بينما يعتبر جورج و هو في الثامنة و الستين من عمره بأن هذه الرحلة لن تكون متعبة له بل هي الأهم في حياته وستقوي إيمانه روحيا و نفسيا. أما منى التي تجاوزت السبعين عاما فهي تطمح من خلال رحلتها الدينية إلى زيارة مغطس السيد المسيح في نهر الأردن حيث ستعمل على الحصول على كمية من الماء من هذا المغطس. يشارك أيضا عدد من العراقيين المسيحيين في هذه الرحلة مع المسيحيين السوريين. وقالت ديار لبي بي سي "لأول مرة سوف ألتقي البابا و أنا مقيمة في سوريا منذ عام 2003, و سوف أشارك بالرحلة إلى عمان و أزور الأماكن المقدسة في الأردن و أهم هذه المعالم التي أريد مشاهدتها هو المكان الذي تعمد فيه السيد المسيح". وأضافت "هذه الرحلة حدث في حياتي أما لقاء البابا فقد كان شيئا من الخيال أحلم به و اليوم يتحقق هذا الحلم". و يقول غسان شاهين, منظم الرحلة, أن هذه الاستعدادات لإنجاز الرحلة تمت بإشراف بطريركية الروم الكاثوليك في دمشق, مشيرا إلى أنه و بتوجيهات من البطريرك جريجوريوس الثالث تم حجز مجموعة من الحافلات و تم الإعلان عن الرحلة في العديد من وسائل الإعلام و الكنائس في دمشق. وبعد القداس الذي سيقام في ملعب عمان الدولي يتوجه المشاركون برفقة البابا إلى مغطس السيد المسيح على نهر الأردن. وأشار غسان إلى أن اللجنة المنظمة حاولت بشكل كبير تخفيض التكاليف لتخفيف الأعباء المادية عن المشاركين في الرحلة. زيارة البابا لهذا الشرق الغني بآثاره المسيحية تفتح الباب واسعا أمام تفاعل ديني حضاري قد يكون المستفيد الأول منه شعوب هذا الشرق نفسه.