سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن وباريس تدعوان الى ضبط النفس ... وحدّة التوتر تتراجع في الجنوب . اسرائيل تجدّد دعوتها الى الانسحاب المشروط وبويز يطالب بالتعامل مع تهديداتها جدّياً
القدس المحتلة، واشنطن، باريس - أ.ف.ب. - رويترز، بيروت - "الحياة" - تراجعت حدة التوتر التي سادت في اليومين الاخيرين جنوبلبنان وبقاعه الغربي، وترافق ذلك مع توقع رئيس الجمهورية الياس الهراوي "ان تتجه الاحوال الى الهدوء"، إلاّ ان وزير الخارجية فارس بويز دعا الى "اخذ التهديدات الاسرائيلية الاخيرة بضرب البنى التحتية اللبنانية جدياً والتعاطي معها على هذا الاساس". وفي وقت كرر أحد الوزراء الإسرائيليين اقتراح الانسحاب المشروط من جنوبلبنان، دعت واشنطنوباريس جميع الافرقاء الى "ضبط النفس". فقد نقل زوار الهراوي عنه توقعه "ان تتجه الاحوال الى مزيد من الهدوء"، وقوله ان "المسؤولين اللبنانيين بذلوا ما في وسعهم للجم الأوضاع". ورأى الوزير بويز "ان التهديدات الاسرائيلية الاخيرة جدّية ويجب التعاطي معها على هذا الاساس". وأكد، في مؤتمر صحافي امس قبل سفره الى جنوب افريقيا للمشاركة في مؤتمر عدم الانحياز، ان "الاتصالات مستمرة مع الدول الكبرى والدول النافذة لمنع حصول اي ضربة عسكرية واسعة ضد لبنان". وقال "ان اطلاق المقاومة صواريخ "كاتيوشا" على اسرائيل أتى ردّ فعل على اعتداء اسرائيلي على المدنيين، مما شكل خرقاً لتفاهم نيسان ابريل"، معلناً "تمسك لبنان بهذا التفاهم". وتابع "اذا كانت اسرائيل تريد تدميره فلتتحمل هي المسؤولية". واعتبر "ان ما تقدم عليه اسرائيل من اعتداءات وتهديدات في الجنوب استغلال من جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو للحال القانونية المشحونة في الولاياتالمتحدة الاميركية وبتغطية ذلك بقصف السودان وأفغانستان". وكان بويز تبلغ من القائم بالأعمال الفرنسي في لبنان فرنسوا سينيمون ان وزير خارجية بلاده هوبير فيدرين "يتابع الموضوع في الجنوب عن كثب، وأجرى اتصالات لهذه الغاية مع الجانب الاميركي والاسرائيلي ومع الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بناء على طلب لبنان". وفي المقابل، كرر وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي افيغدور كهلاني دعوته الى "الانسحاب المشروط من لبنان بضمان الترتيبات الامنية في المستوطنات الشمالية". ورأى، في حديث الى الاذاعة الاسرائيلية امس، ان "القرار في شأن الانسحاب من الجنوب هو القرار الاستراتيجي الرقم واحد للحكومة الاسرائيلية". ودعا الى "إحداث وضع يمكن فيه اشراك لبنان وسورية"، معرباً عن اعتقاده "ان "حزب الله" سيمتنع عن شن هجمات على المستوطنات بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من الجنوب". وفي القدسالمحتلة، نشرت صحيفة "معاريف" امس استطلاعاً للرأي شمل 500 شخص، أفاد ان 65 في المئة منهم يعارضون انسحاب الجيش الاسرائيلي من الجنوب من دون اتفاق مسبق بين اسرائيل ولبنان، في حين أيّد الانسحاب 29 في المئة وامتنع ستة في المئة عن ابداء رأيهم. وأظهر الاستطلاع نفسه ان 69 في المئة يدعمون العملية الاسرائيلية التي استهدفت مسؤولاً عسكرياً في "حركة أمل" حسام الامين، وأن 20 في المئة عارضوها، وامتنع 11 في المئة عن ابداء رأيهم. وكان مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس فولي اكد اول من امس ان مسؤولين اميركيين اجروا محادثات مع الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية وطلبوا منهما التحلي "بضبط النفس" بعد تصعيد اعمال العنف على الحدود بين البلدين. وأضاف فولي "ان الولاياتالمتحدة اعربت عن اسفها لهذه الاعمال وللخسائر التي مني بها جميع الاطراف، ودعت لجنة مراقبة وقف اطلاق النار المنبثقة من تفاهم نيسان في جنوبلبنان الى عقد اجتماع طارئ. وفي الاطار نفسه، وجهت وزارة الخارجية الفرنسية اول من امس "نداء عاجلاً" الى جميع الافرقاء "لضبط النفس من اجل تخفيف التوتر على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية"، و"التقيد بتفاهم نيسان"