تساوت التصريحات الاسرائيلية بالاستعداد للإنسحاب من جنوبلبنان امس مع العمليات العسكرية المحدودة والتي أدى آخرها أمس الى مقتل أحد مسؤولي حركة "أمل" في المنطقة بصواريخ مروحيات "أباتشي" الاسرائيلية التي لاحقت سيارته جنوب مدينة صور وأصابتها، في وقت نفّذت "المقاومة الاسلامية" - الجناح العسكري لپ"حزب الله" عملية ضد "جيش لبنانالجنوبي"، الموالي لإسرائيل، مما أدى الى مقتل أحد عناصره وجرح آخر. كما أدى القصف المدفعي الاسرائيلي على بلدة مشغرة في البقاع الغربي الى جرح ستة مدنيين وإصابة موقع عسكري سوري راجع ص2. واكد وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي اف ب ان مسؤول "امل" اللبنانية الذي قتل "كان مستهدفاً في الغارة الاسرائيلية". وقال موردخاي للاذاعة الاسرائيلية ان اسرائيل وقواتها الامنية "تحركت ضد احد الناشطين الرئيسيين في حركة امل المسؤولة عن هجمات كثيرة ضد الجيش الاسرائيلي وجيش لبنانالجنوبي". وهنأ قواته "لاتمامها المهمة"، واضاف: "سنستمر بضرب الارهابيين وقادتهم الذين يهاجموننا ونحتفظ بحق التحرك اينما كان عند الضرورة". وسئل عن احتمال قيام حركة "امل" او حزب الله بعمليات ثأرية عبر اطلاق صواريخ على بلدات شمال اسرائيل فقال ان "الاجراءات الضرورية ستتخذ" من دون ان يعطي ايضاحات اضافية. فبعد اعلان الرئيس الاسرائيلي عيزرا وايزمان أول من أمس "أن هناك اجماعاً اسرائيلياً على ضرورة الانسحاب من الجنوباللبناني"، رافضاً الانسحاب الفوري أو الاحادي الجانب ومؤكداً الحاجة الى تفاهم في هذا الشأن، اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس "مواصلة المساعي من أجل الخروج من لبنان بترتيبات أمنية مناسبة". ودعا وزير الامن الداخلي الاسرائيلي افيغدور كهلاني الى "انسحاب الجيش الاسرائيلي من الجنوباللبناني وضمان أمن شمال اسرائيل". وقالت مصادر لبنانية رسمية ان الاتصالات التي اجرتها بيروت مع كل من باريس وواشنطن هدفت الى التحذير من امكان استغلال اسرائيل المناخ الناجم عن الضربتين الاميركيتين لأفغانستان والسودان لتوجيه ضربة الى لبنان بعد تهديدات كهلاني، كان هدفها التحوط من التصعيد الاسرائيلي واستباق أي نية لدى اسرائيل للقيام بأي عمل ضد لبنان. وأوضحت المصادر ان "ليس هناك قلق لبناني من تصاعد الوضع العسكري". وأعربت عن اعتقادها "أن أي عمل عسكري اسرائيلي ضد لبنان من النوع الذي هدد به كهلاني لن يكون متاحاً في سهولة لأن الولاياتالمتحدة الاميركية ليست في وارد السماح بفتح جبهات في وقت تسعى الى إخراج عملية السلام من جمودها". إلا ان أوساطاً مراقبة في بيروت دعت الى "رصد مدى علاقة عودة الجانب الاسرائيلي الى التركيز على الانسحاب من لبنان، مع أنباء عن إمكان احداث تقدم يعلن قريباً على المسار الفلسطيني من مفاوضات السلام، في شكل يتيح لإسرائيل العودة الى الحديث عن تطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 425 الذي كان أطلقه وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي داعياً الى التفاهم مع سورية في شأنه". وكان وزير الخارجية اللبنانية فارس بويز لفت القائمين بأعمال سفارتي الولاياتالمتحدة وفرنسا الى المخاوف نهاية الاسبوع الفائت استناداً الى التصريحات الاسرائيلية