بيروت، القدسالمحتلة - "الحياة" - أ.ف.ب. - رويترز - دخلت الولاياتالمتحدة الاميركية امس على خط التوتر في الجنوباللبناني، بدعوتها الى "ضبط النفس"، في وقت بحث المجلس الوزاري الاسرائىلي المصغّر في الاجراءات التي سيتخذها، بعد سقوط عدد من جنودها، بين قتيل وجريح، في الشريط الحدودي المحتل في الأيام الماضية، بفعل عمليات المقاومة. فقد نقل السفير الأميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد امس الى رئيس الجمهورية أميل لحود ورئيس الحكومة المكلفة تصريف الاعمال رفيق الحريري، رسالة من وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت تدعو الى "ضبط النفس" في جنوبلبنان. وعلمت "الحياة" ان "الرسالة شفوية تعرض الموقف الأميركي التقليدي الداعي الى عدم تأزيم الوضع، والى التعاون مع لجنة مراقبة وقف اطلاق النار المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل"، التي تجتمع غداً الثلثاء في الناقورة وعلى جدول أعمالها 14 شكوى لبنانية واسرائيلية. وأكدت الرسالة ان الجانب الأميركي يعمل في جهد مع جميع الأطراف لمنع تدهور الوضع. وفي القدسالمحتلة، دعا الرئيس الاسرائىلي عازار وايزمن الرئيس السوري حافظ الاسد الى الجلوس الى طاولة المفاوضات كما حصل في مفاوضات مؤتمر مدريد. وأضاف، خلال تقديمه التعازي امس، لعائلة ضابط اسرائيلي قُتل في الجنوب، انه يؤيد فكرة الانسحاب الاسرائيلي "لكن مثل هذا الانسحاب يجب ان يقابل بضمانات أمنية تحافظ على الأمن في شمال اسرائيل". ورأى "ان فكرة استهداف البُنى التحتية في لبنان سبق ان جُرّبت وهي ليست الحلّ المطلوب". وقال وزير الخارجية الاسرائىلية أرييل شارون ان بلاده "ترغب في اجراء مفاوضات سلام مع سورية ولكن يجب عدم ربطها بما يحدث في لبنان، لأنهما ملفان منفصلان. فاذا ربطنا بينهما، يصبح جنودنا في لبنان وبلداتنا في الشمال رهينة لسورية وهدفاً لعمليات ارهابية". واضاف شارون، في تصريح قبل ساعات من اجتماع الحكومة المصغرة، ان المبادرة التي طرحتها اسرائيل للانسحاب من جنوبلبنان وفق القرار الدولي الرقم 425 "لا تزال قائمة". ورأى ان "الحكومة اللبنانية لا سورية هي المسؤولة عن الاراضي اللبنانية. ويجب الفصل بين القضيتين". وأبلغ وزير الأمن الداخلي الاسرائىلي افيغدور كهلاني الاذاعة الاسرائىلية امس ان "على السلطات اللبنانية ان تدرك ان عاصمتها ستُحرم المياه والكهرباء كل مرة يُقتل جنودنا في لبنان". وأيد "انسحاباً من لبنان، اذ لا يمكن ترك تجمعاتنا السكنية في الجليل رهينة في يد السوريين. عندما يغرق كازينو لبنان الكبير في الظلام ستفهم الحكومة اللبنانية ان عليها تأمين السيادة اللبنانية بارسال جنودها الى الجنوب". الى ذلك، ذكرت صحيفة "معاريف" الاسرائىلية امس ان عملاء سرّيين اسرائىليين التقوا الاسبوع الماضي في عاصمة أوروبية لم تُحدد، ممثلين عن لبنان وسورية وبحثوا في انسحاب تمهيدي جزئي من جنوبلبنان" لفتح الطريق أمام مفاوضات من اجل تحقيق سلام شامل. واضافت ان "مسؤولين اسرائىليين كباراً أكدوا عقد اللقاء". ورفضت وزارة الدفاع في تل أبيب التعليق على هذه الانباء، في حين نفى افيف بوشينسكي المتحدث باسم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو حصول الاجتماع