قال وزير الخارجية الايرانية كمال خرازي امس ان "اهداف المقاومة تكون تحققت ووصلت الى نتيجة" عندما تنسحب اسرائيل من الجنوب. ولم يستبعد عملاً عسكرياً اسرائيلياً ضد لبنان، معتبراً ان هدف الدولة العبرية من طرح الانسحاب من الجنوب "ازالة نقاط القوة في المنطقة المتمثلة بالتنسيق اللبناني - السوري". بدأ خرازي امس زيارة للبنان تستمر ثلاثة ايام. وأجرى محادثات مع رئيس الجمهورية الياس الهراوي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ونظيره اللبناني فارس بويز، ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين والبطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير، تتعلق بتطورات الوضع في الشرق الاوسط والعلاقات الثنائية والحوار الاسلامي - المسيحي. وكان خرازي وصل الى بيروت قبل الظهر آتياً من دمشق، يرافقه المدير العام للشرق الاوسط في الخارجية الايرانية همايون عليزادة والنائب الايراني محمد عظيمي، واستقبله بويز وأركان السفارة الايرانية في لبنان. وفي قصر بسترس، اجرى خرازي وبويز جولة محادثات شارك فيها الوفد الايراني وعدد من السفراء والمستشارين في الخارجية اللبنانية. وعقدا على اثرها مؤتمراً صحافياً مشتركاً، فأوضح الوزير اللبناني ان اسرائيل تعمل على "تفريق مسارات التفاوض اكثر مما تحاول التفاوض او التقدم". وأضاف "انها، كما فعلت على مستوى أوسلو وعلى مستوى المحادثات مع سورية، تحاول عبر طرحها تطبيق القرار الرقم 425، تفريغه من مضمونه وأعادتنا الى النقطة الصفر وجرّنا الى مفاوضات اولاً، ثم اقرار مبدأ ترتيبات سيبقى عقيماً، ما يعني ان لبنان قبل التفاوض وبالتالي تنازل عن حقه في تنفيذ هذا القرار". وشدد على "اهمية تفعيل العلاقات بين لبنان وإيران". اما الوزير الايراني فقال "اننا نولي اهمية كبيرة لعلاقتنا مع لبنان وحكومته، فهو جبهة متقدمة امام التوسع الاسرائيلي"، متهماً اسرائيل بأنها "تريد ازالة نقاط القوة في المنطقة هي التنسيق اللبناني - السوري" وبأنها "تعمل على التفرقة بين الدول العربية وازالة اي نقطة قوة قائمة"، ومعتبراً ان "الانسحاب الاسرائيلي المشروط من جنوبلبنان له المعنى نفسه". ودعا اسرائيل الى "الانسحاب من جنوبلبنان من دون قيد او شرط". وسئل: هل تتوقع حدوث عمل عسكري في جنوبلبنان؟ اجاب "كل شيء ممكن، في الدرجة الاولى التعامل الاسرائيلي بالنسبة الى الانسحاب هو لافتعال تفرقة بين بلدان المنطقة، وهذا يعني التغيير الجغرافي السياسي فيها. فإسرائيل، وبأي ذريعة وفي اي وقت يمكنها ان تبدأ حملاتها على جنوبلبنان. الآن نتوقع حصول اعتداءات اسرائيلية في المستقبل على جنوبلبنان". وقال ان ايران "لا تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية" مشيراً الى ان موضوع الشيخ صبحي الطفيلي "شأن داخلي لبنان". ونفى ان تكون بلاده تدرس اقتراحاً اميركياً بتعيين ديبلوماسي لها في ايران "فالاقتراح غير موجود، ولم نتلق شيئاً في هذا السياق". وأضاف ان "السياسات العدائية الاميركية حيال ايران لم يحصل فيها اي تغيير. اما من ناحية البحث والاستفادة من الخدمات فحصلت تغييرات ولكن من ناحية ماهية السياسة الاميركية لم يحصل اي تغيير". وسئل عما قاله الناطق باسم الحكومة الايرانية ان لا مبرر لوجود مقاومة لبنانية في حال انسحبت اسرائيل، اجاب "هذه المسألة لبنانية والحكومة الايرانية لا تتدخل في الشؤون اللبنانية. وأنا على يقين ان كلام الناطق الرسمي للحكومة فُسر في شكل سيئ. وأتصور ان اسرائيل عندما تنسحب من جنوبلبنان تكون اهداف المقاومة تحققت ووصلت الى النتيجة". وبعد لقاء الهراوي، قال خرازي ان "المواقف القوية والمتشددة ضد اسرائيل يجب تحسينها، واننا على يقين انها ما دامت صارمة فسيبقى لبنان قوياً. فالرأسمال الاساسي للبنان هو الوحدة الوطنية وكذلك المواقف القوية ضد المحتلين". وأشار الى ان "هناك تنسيقاً جيداً بين لبنان وإيران التي لديها التزام كامل للتعاون معه في كل القضايا السياسية والثقافية والاقتصادية خصوصاً تحت رئاسة الرئيس الهراوي".