نيودلهي، اسلام اباد - أ ف ب، رويترز - تسعى الولاياتالمتحدة هذا الاسبوع الى تحسين علاقاتهامع الهندوباكستان بعدما تضررت نتيجة للتجارب النووية التي قام بها البلدان، والى ايجاد صيغة تمكن نيودلهيواسلام اباد من التوقيع على معاهدة حظر التجارب النووية. وسيلتقي جسوانت سينغ، الموفد الخاص من قبل رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي، اليوم الاثنين في واشنطن، نائب وزيرة الخارجية الاميركية ستروب تالبوت للمرة الرابعة منذ حزيران يونيو الماضي. واعرب الجانبان عن ثقتهما بإمكان تحقيق المزيد من التقدم. وبعد غد سيعقد تالبوت في لندن جولة رابعة من المفاوضات الاميركية - الباكستانية مع الامين العام لوزارة الخارجية الباكستانية شمشاد احمد. وكانت الولاياتالمتحدة انتقدت قيام كل من الهند بخمس تجارب نووية في ايار مايو الماضي وباكستان جارة الهند وعدوتها بست تجارب نووية ايضا، واتخذت عقوبات وطالبت البلدين بالتوقيع دون شروط على معاهدة حظر التجارب النووية وان توقفا برامجهما النووية. ولكن مسؤولاً في وزارة الخارجية الباكستانية امس قال ان بلاده ستسعى الى ادراج النزاع على منطقة جامو وكشمير في المحادثات مع المسؤول الأميركي. وأوضح: "لا يمكن مناقشة هذه القضية النووية في شكل منفصل. علينا أن نبحث في السلام والامن في المنطقة بما في ذلك قضية جامو وكشمير المحورية". وفي اللقاءات الثلاثة السابقة حقق سينغ وتالبوت تقدما بطيئا تزامن مع تخفيف حدة التصريحات التي ادلى بها هذا الجانب او ذاك وبتخفيف العقوبات الاميركية. وسينغ، الذي يحتل مركزا مرموقا في الحزب القومي الهندوسي ويحظى بثقة فاجبايي، كان التقى وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الشهر الماضي في مانيلا. واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الهندية: "نأمل في تحقيق المزيد من التقدم. نتوقع حصول تقليص جديد للاختلاف في مفاهيم كل من البلدين". والهند التي تعتبر نفسها قوة نووية، اعلنت انها باتت على استعداد للبحث في الانضمام الى معاهدة حظر الاسلحة النووية التي كانت ترفضها جملة وتفصيلا في السابق معتبرة ان هذه المعاهدة لا تساوي بين الجميع وغير ملائمة لنزع سلاح شامل. وقامت الهند ببادرة من خلال العودة عن رفضها التفاوض حول حظر انتاج المواد الانشطارية النووية لاهداف عسكرية. غير ان الهند تحاول الحصول من واشنطن على رفع العقوبات وعلى الاعتراف بكونها دولة نووية والسماح لها بالحصول على التكنولوجيا التي يحظر عليها حتى الان الحصول عليها. وقال الناطق الهندي في هذا الصدد ان "حصول التقدم مرتبط بتخفيف العقوبات وبتطبيع العلاقات مع الهند وبان يتمكن الطرفان من اتخاذ قرار بمواصلة المفاوضات". اما باكستان فأكدت انها مستعدة للانضمام الى معاهدة حظر التجارب النووية الا انها تريد اعترافا ب "مخاوفها الامنية" وبتدخل دولي في نزاعها مع الهند حول كشمير. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن اعلن مطلع الشهر الجاري ان "لديه من الاسباب ما يدعوه الى التفاؤل باستمرار" التفاوض. لكنه اضاف ان "ذلك لا يعني اننا سنشهد تقدما". الى ذلك قال مسؤول هندي ان فاجبايي "يعد الرأي العام قبول معاهدة حظر الاسلحة النووية وهو الامر الذي كان محرما حتى الآن، وان ذلك سيأخذ المزيد من الوقت". والمرحلة الثانية ستشهد قيام رئيس الوزراء الهندي ونظيره الباكستاني بالقاء خطابين في 24 ايلول سبتمبر المقبل في نيويورك في اثناء انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة. وكان من المتوقع ان يقوم الرئيس بيل كلينتون بزيارة لكل من الهندوباكستان في تشرين الثاني نوفمبر المقبل لكن هذه الزيارة باتت "قيد الدرس" منذ اجراء التجارب النووية الهندية والباكستانية