لندن - أ ب - كشفت نشرة اخبارية تصدرها مجموعة "جاينز" البريطانية ان اسرائيل تزود الهند معلومات استخباراتية عن باكستان مصدرها قمر التجسس الاصطناعي الاسرائيلي. وفي المقابل سمحت الهند لخبراء التجسس الاسرائيليين باستخدام اراضيها لتنفيذ مهمات خاصة بهم. وتوقعت النشرة التي تحمل اسم "فورين ريبورت" الصادرة امس الاربعاء ان يستمر التعاون العسكري الاسرائيلي - الهندي على رغم التجارب النووية التي اجرتها الهندوباكستان الشهر الماضي. وكانت هذه التجارب قوبلت بمخاوف غربية من مخاطر السباق النووي بين الدولتين. وأوضحت النشرة التي تصدرها مجموعة "جاينز" التي تعتبر مرجعاً عالمياً في الشؤون الدفاعية، ان التعاون مع الهند يتم على ثلاثة مستويات في اسرائيل هي: جهاز الموساد الاستخباراتي والاستخبارات العسكرية ووزارة الدفاع التي تسعى الى بيع نيودلهي اسلحة. وأفادت ان الاستخبارات العسكرية هي التي تزود الهند معطيات جديدة عن باكستان مستقاة من القمر الاصطناعي الاسرائيلي "افق" المخصص لأغراض التجسس. وأشارت "فورين ريبورت" الى وجود تنسيق ضعيف بين الاجهزة الاسرائيلية الثلاث، ما يعني ان كل جهاز يتعاون بشكل مستقل مع الهند. وكانت اسرائيل اطلقت قبل ثلاث سنوات القمر الاصطناعي للتجسس "أفق - 3" القادر ايضاً على رصد الأراضي الايرانية والعراقية والسورية، حسب التقارير الاعلامية الغربية. وحسب النشرة نفسها، حصلت "الوحدة - 8200" التابعة للاستخبارات العسكرية التي تضم خبراء في الرصد، على اذن باستخدام الأراضي الهندية منطلقاً لمراقبة اهداف لها في المنطقة. ولم يستبعد مراقبون في لندن ان يكون الاسرائيليون ينتشرون في منطقة كشمير التي تحتلها الهند وفيها يقع قسم من جبال الهملايا الاكثر ارتفاعاً في العالم. ورأت النشرة ان الموساد يملك هدفاً آخر هو الحصول على اكبر قدر ممكن من المعلومات عما يطلق عليه اسم "القنبلة الاسلامية" في اعقاب التفجيرات النووية التي اجرتها باكستان. وأضافت "فورين ريبورت" ان "اسرائيل قلقة من تسرب الخبرة الباكستانية الى دول اسلامية مجاورة" علماً ان النشرة اشارت الى عدم العثور على أدلة على ما يوصف بپ"محاولات ايرانية للحصول على التقنية الباكستانية في مجال التسلح النووي". من جهة اخرى توقع مسؤولون اميركيون ان يصل الى واشنطن اليوم الجمعة مسؤول هندي لاجراء اول محادثات منذ الازمة الدولية التي فجرتها نيودلهي بتجاربها النووية تحت سطح الارض. وجاء ذلك في وقت اعلنت باكستان امس وقف التجارب النووية من جانب واحد ودعت الهند الى الاقتداء بها. وقال مسؤول اميركي الليلة قبل الماضية انه بزيارة المسؤول الهندي جاسوانت سينغ "سيبدأ الجانبان استكشاف نوايا كل منهما". ووصف المسؤولون الاميركيون سينغ، وهو نائب رئيس لجنة التخطيط، بأنه مسؤول "كبير" في الحكومة الهندية له سلطة كبيرة لمناقشة المسائل النووية على رغم منصبه المتواضع. ورجح المسؤولون ان يجتمع سينغ الذي تربطه صلات قوية مع رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي، مع ستروب تالبوت نائب وزيرة الخارجية الاميركية وان كان ذلك لم يتأكد بعد. وصرح احد المسؤولين بأن الهند هي التي طلبت عقد الاجتماع. ومن المقرر ان تكون مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الاميركية في لندن اليوم الجمعة للاشتراك في اجتماع لمجموعة الثماني الاصطناعية الكبرى، وسيبحث الاجتماع الازمة في جنوب آسيا واقليم كوسوفو الصربي الذي تقطنه غالبية البانية. وفجرت الهند ازمة في منتصف ايار مايو باجراء خمس تجارب نووية هي اول تفجيرات تجريها منذ 25 عاماً وردت علىها باكستان باجراء ست تجارب اواخر الشهر نفسه. وفرضت الولاياتالمتحدة على الفور عقوبات على البلدين. وصرح مسؤولون اميركيون ان واشنطن، خلال المحادثات مع المسؤول الهندي، ستضغط من اجل استجابة نيودلهي الى المطالب الدولية التي اعلنت من جنيف الخميس الماضي ومن المتوقع ان تعيد الدول الثماني التأكيد علىها في لندن اليوم الجمعة. وتدور هذه المطالب حول التزام الهندوباكستان الامتناع عن اجراء اي تجربة جديدة وعن نشر اسلحة نووية والانضمام الى معاهدة حظر الاسلحة النووية.