علم من مصادر فرنسية أن إيران عرضت على وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين تعاوناً ثلاثياً بين طهران وباريس وبيروت، يستفيد من العلاقات المميزة بين فرنساولبنان. وشدد وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي على تمسك بلاده بالتعاون مع فرنسا، فيما أعلن فيدرين أنه يزور طهران "لتجذير الحوار في كل الملفات". راجع ص4 وكشفت مصادر فرنسية أن الجانب الإيراني طلب من فيدرين، الذي بدأ زيارة رسمية لطهران، تطوير التعاون في مجالات الطاقة النووية والزراعة والصحة والنقل المدني. وكان فيدرين، الذي يرافقه وفد ضخم يضم 80 عضواً بينهم 35 صحافياً، وصل إلى طهران مساء أول من أمس، والتقى أمس رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني ونائب الرئيس حسن حبيبي، وسيسلم الرئيس محمد خاتمي اليوم رسالة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وأبدى الوزير الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك مع خرازي تفهماً للضربة الأميركية للسودان وأفغانستان، لكن مصادر فرنسية أبلغت "الحياة" استغرابها ضرب السودان، معتبرة ان "ضرب معسكرات تدريب في أفغانستان له مبرر أكثر، ولا تفسير للضربة التي وجهت إلى السودان". وأعلن خرازي ان إيران مستعدة لتعزيز التعاون الاقتصادي مع فرنسا كلما اقترن بتفعيل العلاقات السياسية، وأقر ضمناً بوجود خلافات على بعض الملفات كمسألة حقوق الإنسان. وأشار الوزير في المؤتمر الصحافي إلى "الاستقلالية التي تميز السياسة الخارجية لإيرانوفرنسا"، لافتاً إلى أن ذلك يسهل "توثيق العلاقات" بين البلدين. وذكرّ بتعاونهما أثناء عملية "عناقيد الغضب" الإسرائيلية في جنوبلبنان، منوهاً بما ينتظر الفرنسيين من عقود نفطية مهمة مع بلاده. وطالب الجانب الفرنسي خلال محادثات أمس بحل مشكلات تواجهها الشركات الفرنسية في إيران، وبتسوية تعقيدات قانونية تؤخر تنفيذ عقود وقعها بعض هذه الشركات