عاد مقاتلو جيش تحرير كوسوفو الى الظهور في قرى كان الصرب سيطروا عليها وذلك بعد انسحاب القوات الصربية التي يتعذر عليها الاحتفاظ بقوات حماية في كل القرى الألبانية. في غضون ذلك اعلن رئيس الوفد الالباني الى المفاوضات فهمي اغاني موافقته على استئناف الحوار مع حكومة بلغراد حول مستقبل اقليم كوسوفو، موضحاً ان تحديد موعد لذلك مرتبط بتوقف العمليات العسكرية الصربية. من جهة اخرى، تواصلت مناورات حلف شمال الاطلسي في البانيا بمشاركة قوات برية وجوية من 14 دولة عضو في الحلف او مرتبطة ببرنامج الحلف للشراكة من أجل السلام. ووصف قائد قوات الحلف في جنوب اوروبا جوزيف لوبيز هذه المناورات بأنها ليست موجهة ضد اي طرف بالذات سواء في كوسوفو او بلغراد "لأن هدفها ينحصر في تعزيز الاستقرار في المنطقة كما كان حال غيرها من تدريبات الشراكة من اجل السلام". إلى ذلك، اكد وزير الدفاع الاميركي ويليام كوهين ان الولاياتالمتحدة "لن تتحرك بمفردها لانهاء الصراع القائم بين القوات الصربية وألبان كوسوفو". وقال "اننا لم ننجح في اقناع دول اخرى في حلف شمال الاطلسي بالتدخل ووقف الانتهاكات الجارية في كوسوفو، ما يجعلنا نعطي الحلف فسحة من الوقت وننتظر تحركه لنرى اذا كان سيتصرف كمنظمة من دون اللجوء الى مجلس الامن الذي قد تستخدم فيه روسيا والصين حق النقض". وأشار كوهين الى ان على طرفي النزاع في كوسوفو "التوصل الى حل وسط يوجب على المقاومين الألبان القبول بما هو اقل من الاستقلال فيما على الصرب الامتناع عن ممارسة الابادة الجماعية". وفي كوسوفو، افاد صحافيون زاروا عدداً من القرى التي اقتحمتها القوات الصربية اخيراً في غرب الاقليم انهم وقفوا على سلسلة الهزائم التي مني بها جيش تحرير كوسوفو "لكن الصرب ايضاً يواجهون مشاكل في توفير القدرة البشرية لابقاء هذه القرى تحت حمايتهم". وأشار هؤلاء الصحافيون الذين تفقدوا قرية غلوجاني التي سقطت في ايدي الصرب الاسبوع الماضي انهم شاهدوا عناصر جيش تحرير كوسوفو يتنقلون في القرية بحرية من جديد، ويتخذون المباني التي دمرها الصرب مقرات لهم بعد انسحاب القوات الصربية. واستنتج الصحافيون ان الصرب توخوا من هجماتهم تدمير القرى وجعل السكن فيها صعباً وليس المكوث هناك على المدى الطويل. واضاف هؤلاء الصحافيون انهم شاهدوا قرى عدة في بلدية بيتش تتعرض للقصف المدفعي الصربي وتشتعل النيران فيها وينضم سكانها الى العدد المتزايد من اللاجئين "الذين صار عددهم يربو عن 250 ألفاً".