وجه الرئيس الروسي بوريس يلتسن دعوة الى الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش للحضور الى موسكو يومي الاثنين والثلثاء المقبلين للبحث في الوضع الخطير في اقليم كوسوفو. وجاء ذلك عشية اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال في لندن اليوم الجمعة بحضور وزير الخارجية الروسي يفغيني بريماكوف وزعيم البان كوسوفو ابراهيم روغوفا، "لاتخاذ قرارات في شأن المطالب التي اتفق عليها ممثلو المجموعة في اجتماعهم في باريس" اول من امس. وتوقع المسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية جاك بلو ان "يحدد وزراء خارجية مجموعة الاتصال في اجتماعهم في لندن انذاراً يتضمن موعداً نهائياً لوقف العنف في كوسوفو واستئناف المفاوضات حول الوضع في الاقليم وعودة اللاجئين الى ديارهم". واضاف انه "اذا لم تتم الاستجابة لهذه المطالب فسيكون اللجوء الى اتخاذ قرارات قسرية جديدة مع ترك الباب مفتوحاً امام جميع الخيارات". وكان وزراء دفاع دول حلف شمال الاطلسي اجتمعوا امس في بروكسيل وبحثوا في الخيارات العسكرية لوقف القتال في كوسوفو. وقرر الوزراء اجراء مناورات جوية في البانيا ومقدونيا للضغط على الرئيس ميلوشيفيتش لانهاء الحملة التي تشنها قواته ضد الالبان في كوسوفو. وأعرب وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين عن امله في ان "يتوقف قصف المدنيين الابرياء من دون اللجوء الى استخدام القوة العسكرية في كوسوفو". واضاف انه "يتعين على سكان كوسوفو الالبان ان لا يخطئوا بالاعتقاد ان تدخلاً عسكرياً من جانب حلف شمال الاطلسي يعني تأييداً لمساعيهم من اجل الاستقلال". وسعت روسيا لاستخدام نفوذها لدى بلغراد لاحتواء المخاطر الناجمة عن ازمة كوسوفو. وأفاد الناطق باسم الحكومة الروسية ان الرئيس بوريس يلتسن وجه الدعوة الى الرئيس ميلوشيفيتش للحضور الى موسكو "للبحث في ايجاد حل لاحتواء الصراع في كوسوفو". وذكر المكتب الصحافي للكرملين ان يلتسن بحث في هذا الموضوع مع وزير خارجيته يفغيني بريماكوف قبل توجه الاخير للمشاركة في مؤتمر لندن. وقدم الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية فلاديمير رحمانين توضيحات عن موقف بلاده. وشدد على ضرورة استئناف الحوار بين بلغراد وبريشتينا ومراقبة الحدود بين كوسوفو وكل من البانيا ومقدونيا "لمنع تسرب اسلحة او تسلل ارهابيين". لهجة روسية جديدة؟ ولوحظت لهجة جديدة في تصريحات الناطق الروسي فقد اشار الى ان بلاده تعتبر استخدام القوة "الاجراء الاخير" بعد ان كانت ترفضه اصلاً. واوضح ان موسكو تناقش خطوات يمكن اتخاذها في اطار برنامج "الشراكة من اجل السلام" الذي يساهم فيه حلف الاطلسي وروسيا ودول اخرى. ولكن رحمانين شدد على ان حلف الاطلسي لا يمكن ان يقوم بأي عمليات من دون موافقة مجلس الامن، في حين قال ناطق باسم الحزب الاشتراكي الحاكم في بلغراد ان اي تحرك اطلسي لا بد وان يحظى بموافقة بلغراد. الى ذلك، واصل رئيس البعثة الديبلوماسية الاميركية في بلغراد ريتشارد مايلز اتصالاته المكثفة مع المسؤولين في بلغراد وممثلي الالبان في كوسوفو. ووصف المركز الاعلامي في كوسوفو جهود المسؤول الاميركي بأنها "تهدف الى تهدئة الاوضاع في الاقليم والتوجه نحو العمل السياسي لوقف هجمات القوات الصربية في كوسوفو". اما المركز الاعلامي الصربي في بريشتينا فأفاد ان الجانب الصربي طلب من مايلز "ضرورة الضغط على زعماء البان كوسوفو من اجل التخلي عن فكرة الاستقلال وادانة الارهاب ومواصلة المفاوضات من دون اي شرط او قيد". جبهة جديدة وعلى صعيد الوضع الميداني، افادت المعلومات ان جيش تحرير كوسوفو فتح جبهة جديدة في جنوب الاقليم حول مدينة بريزرين. واضافت المعلومات ان مقاتلي الجيش ارغموا الشرطة الصربية على الانسحاب من بلدة ماليشافو الجنوبية. وفي بريشتينا، اقتحمت الشرطة الصربية مقر كلية الفلسفة الالبانية واعتدت بالضرب على الاساتذة والطلبة. وافاد شهود ان ستة من الاساتذة وأحد الطلبة اصيبوا بجروح بليغة فيما اصيب عشرات آخرون بجروح طفيفة.