وجه مجرم الحرب الصربي الفار جيليكو راجناتوفيتش المعروف بلقب "اركان"، رسالة مواساة الى الرئيس الاميركي بيل كلينتون بعد التفجيرات التي استهدفت السفارتين الاميركيتين في تانزانيا وكينيا. ودعاه الى تحمل مسؤولياته الدولية وان تشمل اجراءاته "مكافحة الارهاب الالباني في كوسوفو". على صعيد آخر، اوضح الزعيم الالباني ابراهيم روغوفا ان اهداف الحركة الوطنية الالبانية الرئيسية هي: الانسان والحرية واستقلال كوسوفو. وشدد على رفض الالبان أي اضافات او صفات دينية او مذهبية تطلق عليهم مهما كان مصدرها او الغاية منها. في غضون ذلك، نشرت صحيفة "كوخا ديتورا" الألبانية الصادرة في بريشتينا امس الاربعاء بياناً لقيادة جيش تحرير كوسوفو وصفت فيه كل تدخل عسكري دولي يقتصر على المنطقة الحدودية للاقليم بأنه "سيكون عدواناً على الشعب الألباني تنبغي مقاومته". وأوضح ان جيش تحرير كوسوفو لا يعارض تدخل حلف شمال الاطلسي في الوقت الذي يرتأيه، "الا ان الشعب الألباني سيعتبر انتشار قوات الحلف في المنطقة الحدودية وحدها بأنه اجراء موجه ضد حريته وكرامته". وناشد البيان الألبان جميعاً اينما كانوا وعلى اختلاف اتجاهاتهم السياسية، "وحدة الصف والانضمام الى جيش تحرير كوسوفو والمشاركة في الكفاح المسلح العادل الذي يخوضه لتحرير الاقليم حتى النهاية مهما طال الأمد". وتزامن البيان مع الاجتماع الذي عقده سفراء حلف شمال الاطلسي في بروكسيل امس للتداول في خطط تتعلق باحتمال التدخل عسكرياً في كوسوفو. وذكر مراقبون ان من بين السبل التي جرى بحثها، شن غارات جوية على اهداف في صربيا وارسال قوات لحفظ السلام، اذا اتفق الطرفان على وقف النار او تنفيذ مشروع تسوية. واستبعد المراقبون تدخلاً وشيكاً لقوات الحلف في أزمة كوسوفو او وقف القتال عن طريق ارسال وحدات دولية داخل الاقليم. قتال ضارٍ وتصاعدت ضراوة القتال في غربي اقليم كوسوفو. وأفاد المركز الاعلامي الألباني في كوسوفو ان القوات الصربية تطوق غلوجاني ويونيك وغيرهما من قرى بلديتي دفيتشاني وجاكوفيتسا وان "المقاتلين الألبان يبدون مقاومة باسلة في التصدي للعدوان الصربي". وأشار المركز الى ان الصرب عززوا قواتهم في غرب الاقليم امس "بوصول نحو مئة شاحنة تحمل جنوداً ورجال شرطة و36 دبابة". وتوقع المركز حصول مجزرة رهيبة اذا نفذت القوات الصربية مخططاتها للسيطرة على المنطقة الغربية "خصوصاً في قرية يونيك التي يوجد في داخلها اكثر من خمسة آلاف مدني". رسالة اركان على صعيد آخر، نشرت صحيفة "بلوس" الصادرة في بلغراد امس نص رسالة بعثها جيليكو راجناتوفيتش اركان الى الرئيس الاميركي بيل كلينتون واساه فيها بمقتل اميركيين في دار السلام ونيروبي وأثنى فيها على "الجهود القصوى التي تبذلها الولاياتالمتحدة لمكافحة الارهاب في كل انحاء العالم". وجاء في الرسالة: "ان جماعات انفصالية ارهابية البانية تعمل في يوغوسلافيا وتمارس انواع الجرائم ضد السكان الصرب وغيرهم في اقليم كوسوفو ما يتطلب اجراءات محلية ودولية من قبلكم لوقفهم عند حدهم تنفيذاً لرفض الولاياتالمتحدة واوروبا اقامة البانيا كبرى في البلقان". وختم اركان رسالته قائلاً: "يا سيادة الرئيس لا تسمحوا بتكرار ما حدث في نيروبي ودار السلام في أي مكان آخر ولا تقبلوا مواصلة الارهاب الألباني في البلقان ودولة الصرب". ويذكر ان اركان يرأس تنظيماً باسم حزب الوحدة الصربية وأعاد تنظيم ميليشياته المسماة "النمور الصربية" التي ارتكبت ابشع الجرائم في البوسنة وأعاد نشرها في كوسوفو، علماً انه مطلوب من كل من محكمة لاهاي لجرائمه في البوسنة ومن الانتربول لسطوه على مصارف اوروبية عدة. من جهة اخرى، نشرت امس في بريشتينا تصريحات لزعيم ألبان كوسوفو المعتدل ابراهيم روغوفا أكد فيها ان اهداف الألبان تقتصر على الامور القومية ولا علاقة لها بأي مسميات او صفات دينية "ومع انهم يتكونون من الكاثوليك والارثوذكس والمسلمين الا انه ليس للديانات تأثير على الحياة في كوسوفو لأن للألبان عادات وتقاليد وحضارة مرتبطة بالغرب". وأشار روغوفا على وجه الخصوص الى عدم وجود اي علاقة للديانة الاسلامية بكفاح الألبان. وناشد وسائل الاعلام الدولية الالتزام بهذا الموقف "مهما كانت غاياتها وتوجهاتها، خدمة للحقيقة".