شنت القوات الصربية هجوماً واسعاً في المنطقة الغربية من كوسوفو القريبة من الحدود مع ألبانيا بهدف اقامة حزام أمني وقطع الامدادات عن المقاتلين الألبان. وذكرت مصادر اعلامية ان مئات السكان الألبان تركوا منازلهم طلباً للنجاة من قذائف الدبابات والمدفعية الصربية التي شاركت في الهجوم. وأكد جيش تحرير كوسوفو موقفه الرافض وقف النار قبل انسحاب القوات الصربية من الاقليم، فيما اتهمت مصادر ألبانية مجموعة الاتصال بتشجيع الابادة الجماعية للسكان الألبان. من جانبه جدد الزعيم الألباني ابراهيم روغوفا اقتراحه باعلان أراضي كوسوفو محمية غربية اذا رفضت الحكومة اليوغوسلافية منحها الاستقلال الذي وصفه بأنه "السبيل الوحيد لانهاء الصراع الدائم في الاقليم". وأشار روغوفا في تصريح صحافي في بريشتينا الى خطورة الوضع في الاقليم بسبب استمرار العمليات العسكرية الصربية وقال "لهذا نطالب بحماية دولية". ويرى مراقبون في البلقان ان مجموعة الاتصال تجنبت دائماً بحث هذا الاقتراح باعتباره غير واقعي من الناحية العملية لأنه لن يحظى بقبول بلغراد، ومن المستبعد الموافقة عليه في مجلس الأمن لما يتضمنه من تدخل في شؤون دولة مستقلة، اضافة الى متطلبات تنفيذه الباهظة لنشر أكثر من 50 ألف عسكري دولي، حسب تقديرات حلف شمال الأطلسي. ويضيف المراقبون ان الاحتمال الوحيد لتطبيقه يمكن أن يكون بملاذ آمن جنوب الاقليم المحاذي لألبانيا وهو يتفق مع الهدف الصربي بشطر كوسوفو الى قسم جنوبي "كوسوفا" وشمالي "ميتوخيا"، وفق وصفة التقسيم غير الانسانية التي طبقها الوسيط الأميركي ريتشارد هولبروك في البوسنة. ووصف روغوفا الوضع في قرية "لوجا" القريبة من مدينة "بيتش" غرب الاقليم بأنه "خطير جداً إثر الهجوم العنيف للقوات الصربية وسقوط الكثير من القتلى والجرحى وفرار المئات من السكان المدنيين الذين استهدفتهم قذائف الدبابات والمدفعية الصربية". وذكر صحافيون راقبوا الهجوم الصربي انهم شاهدوا المدنيين يهربون من المنطقة التي تبعد عن حدود ألبانيا حوالي 3 كيلومترات، ويبدو أن القوات الصربية تسعى للسيطرة عليها وقطع الامدادات الآتية عبر الحدود من ألبانيا للمقاتلين الألبان. وعلمت "الحياة" في اتصال هاتفي مع أحد سكان مدينة بيتش ان ميليشيات الحزب الراديكالي الصربي بزعامة فويسلاف شيشيلي "تشارك في الهجوم وتستخدم أشد أنواع العنف لارغام السكان الألبان على النزوح عن المنطقة". يذكر أن القوات الصربية كانت أعلنت انها سيطرت على حمولة 30 حصاناً من الأسلحة التي كانت تنقل من ألبانيا الى كوسوفو لكن المراقبين اعتبروا انه من غير المعقول استخدام قوافل كبيرة بهذا الحجم في تهريب الأسلحة نظراً الى سهولة انكشاف أمرها. جيش التحرير من جهة أخرى، رفض جيش تحرير كوسوفو اقتراح مجموعة الاتصال الدولية وقف النار في الاقليم. وقال الناطق باسمه ياكوب كراسنيجي: "سنواصل عملياتنا المسلحة حتى تنسحب القوات الصربية من كوسوفو". وأشار كراسنيجي في تصريح نشرته صحيفة "كوخا ديتورا" الألبانية الصادرة في بريشتينا أمس السبت ان تنظيمه يرفض الاعتراف بالزعامة السياسية والعسكرية لروغوفا "لأنه ليس الذي أسس الجيش"، وأضاف ان جيش تحرير كوسوفو لا يعترف أيضاً بروغوفا "رئيساً لجمهورية كوسوفو لأنه ارتكب الكثير من الأخطاء السياسية". ووصف سياسة روغوفا السلمية بأنها لم تعط النتائج التي يريدها الشعب الألباني وشدد على أن جيش تحرير كوسوفو "يناضل من أجل توحيد كوسوفو وألبانيا".