منعت الألغام التي زرعها الصرب في المنطقة المتاخمة للحدود بين اقليم كوسوفو والبانيا، المدنيين المحاصرين تحت القصف من الفرار إلى الأراضي الألبانية. وواصلت المدفعية الصربية أمس الخميس قصف قرية يونيك التي أصبحت الهدف التالي للقوات الصربية بعد اجتياحها قرية غلوجاني. جاء ذلك في وقت واصل حلف شمال الأطلسي ما يصفه ب "درس خياراته" لعمل عسكري ضد أهداف منتقاة في حال ضرورة تدخله في كوسوفو، بينما اعتبر مراقبون خطط الحلف "مماطلة" وغير حاسمة ما دامت تستبعد ارسال قوات برية إلى أراضي الاقليم. ونقلت صحيفة "بويكو" الألبانية الصادرة في بريشتينا أمس عن قائد عسكري في جيش تحرير كوسوفو أن السلطات الصربية "تعمل على تصعيد وسائل التصفية العرقية الجماعية لتفريغ الاقليم من سكانه الألبان". وأشار إلى أن القوات الصربية وضعت النازحين الألبان في كماشة أمام الموت المحتم "بعدما زرعت الألغام في المنطقة الحدودية للأقليم مع كل من البانيا ومقدونيا لمنع فرارهم إلى الخارج، وأشعلت النيران في الغابات التي لجأوا إليها". وجاء ذلك في وقت سيطرت القوات الصربية بشكل كامل على قرية غلوجاني غرب الاقليم، التي اعتبرت أحد آخر معاقل جيش تحرير كوسوفو. وأفاد ناطق في المركز الاعلامي الصربي في بريشتينا ان "طرد الانفصاليين الألبان من القرية تحقق بعد قتال ضار استمر يومين". وأضاف المركز ان سبعة من أفراد الشرطة الصربية قتلوا أثناء اقتحام قرية علوجاني "نتيجة المقاومة العنيفة التي أبداها المقاتلون الألبان الذين تحصنوا في القرية وضواحيها". من جانبه، اعترف المركز الاعلامي الألباني في كوسوفو بسقوط غلوجاني، وأشار إلى تصاعد القصف الصربي على قرية يونيك "التي يدور حولها قتال شديد". وذكر صحافيون زاروا غلوجاني أنهم وجدوا القرية تحترق ولا تزال تتعرض للقصف الصربي "على رغم انسحاب المقاتلين الألبان منها". خيارات الأطلسي وفي بروكسيل، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي خافيير سولانا أن الحلف "يدرس خيارات عمل عسكري ضد أهداف منتقاة في كوسوفو لوقف القتال وإتاحة الفرصة لاجراء حوار بين الطرفين المتصارعين الصربي والألباني". وأضاف ان الحلف، طلب من قياداته العسكرية اجراء الاستعدادات اللازمة للتدخل في الاقليم عندما يتطلب الوضع ذلك". وكان الحلف أفاد أول من أمس ان سفراء دوله "أقروا ثلاثة خيارات لتدخل عسكري بسرعة وصدقية في كوسوفو". وذكرت مصادر الحلف أنه جرى تفضيل ضربات عسكرية جوية ضد أهداف صربية "ما اعتبره مراقبون أنه يعني ضمنياً استبعاد نشر قوات برية في الاقليم". وأشار المراقبون إلى أنه يبدو أن الحلف لن يتدخل عسكرياً إلا في حال حصول وضع خطير جداً في كوسوفو مثل حدوث مجازر جماعية أو امتداد الحرب إلى الدول المجاورة أو تدفق اللاجئين بأعداد كبيرة إلى الدول الأوروبية. ويبدو حتى الآن ان القوات الصربية تسعى على جعل عملياتها ضمن مجال القضاء على جيش تحرير كوسوفو باعتباره لا يقبل بأي حال ما لا يحقق مطلب الألبان استقلال الاقليم وهو ما يسكت عنه المجتمع الدولي. إلى ذلك، أبدت أوساط اعلامية البانية في بريتشينا مخاوفها من أن تستمر مماطلة الحلف حتى تتم القوات الصربية ترتيب وضع الاقليم جغرافياً واجتماعياً بالشكل الذي يناسبها، ثم يأتي تدخل الحلف لترسيخ هذا الوضع كما فعل في البوسنة.