غاص المبعوث الأميركي الى البلقان ريتشارد هولبروك في تفاصيل أزمة كوسوفو بعد أربعة أيام من جولته المكوكية بين بريشتينا وبلغراد. ووصف هجوماً شنه المقاتلون الألبان على بلدة كييفو في وسط الاقليم بأنه "خطير". وكانت وحدات جيش تحرير كوسوفو حاصرت منذ اسبوع هذه البلدة الواقعة وسط الاقليم التي يدافع عنها 120 شرطياً وحوالى 200 من سكانها الصرب والألبان المتعاونين معهم. والتقى هولبروك أمس للمرة الثانية بزعيم ألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا ورئيس الحزب البرلماني الألباني آدم ديماتشي وغيرهما من قادة الأحزاب السياسية الرئيسية لألبان كوسوفو. وأوضح ان "الولاياتالمتحدة وروسيا والدول الأخرى الأعضاء في مجموعة الاتصال، تسعى الى حل أزمة كوسوفو بالوسائل السلمية من خلال حقيقة ان الاقليم جزء من يوغوسلافيا". وأشار المسؤول الأميركي الذي يمثل بلاده في الأممالمتحدة الى أن المجتمع الدولي يرفض مطلب زعماء ألبان كوسوفو السياسيين والعسكريين بالاستقلال "لأن تغيير الحدود بالقوة أمر غير مقبول". وقال: "لا نود التدخل في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة وذات سيادة يوغوسلافيا إلا أن الوضع في كوسوفو يشكل تهديداً جدياً على الاستقرار في أوروبا ما تطلب قيام المجتمع الدولي بدور مهم في حل المشكلة". واعتبر المبعوث الأميركي هجوم جيش تحرير كوسوفو على بلدة كييفو الواقعة في بلدة كلينا بأنه "يقوض المساعي الرامية للربط بين سحب القوات الصربية الخاصة ووقف عمليات المقاتلين الألبان". ووصف هولبروك الوضع الذي شاهده خلال جولته في غرب الاقليم بأنه "شبيه بما كان عليه الحال في الولاية الأميركية تكساس في الماضي". وكشف السفير الأميركي في مقدونيا كريستوفر هيل الذي يرافق هولبروك في مهمته بأن "الاستراتيجية الأميركية تقضي بسحب بعض وحدات الشرطة الصربية الخاصة وعدم تمكين المقاتلين الألبان من انتهاز هذه الفرصة" لتحقيق أهدافهم. ونقل تلفزيون بلغراد عن مصادر مطلعة ان الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش أبلغ هولبروك انه "لا يمكن القيام بأي انسحاب للقوات الصربية ما دامت الهجمات الألبانية مستمرة". وأفادت المعلومات الواردة من غرب كوسوفو ان المقاتلين الألبان واصلوا هجماتهم المركزة على المواقع العسكرية الصربية في بلديتي ديتشاني وجاكوفيتسا. واخفقت القوات الصربية في استعادة منجم الفحم القريب من بلدة بيلاتشيفاتس الى الغرب من العاصمة بريشتينا بحوالى 15 كيلومتراً والذي أحكم جيش تحرير كوسوفو سيطرته عليه. وأفادت مصادر صحافية غربية في بريشتينا أنها تمكنت من الوصول الى بيلاتشيفاتس والتقت مقاتلي جيش تحرير كوسوفو الذين أبلغوها أنهم "سوف يكونون قريباً في بريشتينا". على صعيد آخر، رفض رئيس حكومة كيان صرب البوسنة ميلوراد دوديك تصريح رئيس الوزراء البوسني حارث سيلايجيتش الذي عرض وضع القواعد العسكرية في البوسنة تحت تصرف عمليات حلف شمال الأطلسي. ودعا دوديك المنسق المدني لعملية السلام البوسنية كارلوس ويستندورب ادانة سيلايجيتش "لأنه تصرف من طرف واحد بحق دولة من كيانين وثلاثة شعوب، خلافاً لاتفاق دايتون".