اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوة جديدة للمساهمة في حل مشكلة كوسوفو وأجرى وفد من البرلمان الأوروبي محادثات في بلغراد وبريشتينا في محاولة لحمل الطرفين الصربي والألباني على محادثات جدية فيما اعلنت الادارة الاميركية ارسال مبعوثها الخاص روبرت غيلبارد الى منطقة البلقان. جاء ذلك في وقت اتهم الاتحاد العالمي لحقوق الانسان الشرطة الصربية بتنفيذ عمليات قتل مدبرة في بلدية درينيتسا ضد اسر البانية بكامل أفرادها. وذكر تقرير أصدره وفد الاتحاد الذي زار كوسوفو ان "ما حدث مع عشرين فرداً من اسرتي احمدي ويشاري تتراوح اعمارهم بين 7 و94 سنة من تشويه وإحراق الجثث يدل على بربرية القوات الصربية في كوسوفو". وأشار التقرير الى معلومات مؤكدة بمشاركة ميليشيات النمور الصربية بقيادة جيليكو راجناتوفيتش الملقب اركان في المجازر التي حدثت في كوسوفو. يذكر ان اركان وأفراد ميليشياته ارتكبوا ابشع جرائم القتل والتطهير العرقي في البوسنة خلال الحرب التي حدثت فيها. ورفضت بلغراد منح تأشيرات دخول الى صربيا لأطباء من دول عدة مختصين في التشريح والطب الجنائي أرادوا معاينة جثث القتلى وتسجيل مدى تجاوز السلوك الانساني في العمليات الصربية ضد القرى الألبانية. وذكر الاتحاد الأوروبي امس السبت وزراء خارجية دوله الذين اجتمعوا في ادنبرة في اسكتلندة اتفقوا على مبادرة لحل النزاع في كوسوفو تشمل "مواصلة الضغط على حكومة بلغراد وتعيين رئيس الوزراء الاسباني السابق فيليبي غونزاليس وسيطاً للاتحاد في ازمة كوسوفو بالمشاركة مع منظمة الأمن والتعاون الأوروبية وعقد مؤتمر في باريس لدول من منطقة البلقان". وأوضح الاتحاد ان من بين المجالات التي تشملها ضغوطه "منع منح القروض الاستثمارية الى صربيا وفرض حظر على اعطاء تأشيرات الدخول للمسؤولين الصرب المشتركين في اعمال العنف في كوسوفو". وأرسل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي برقية الى زعيم الحركة الوطنية الألبانية في كوسوفو ابراهيم روغوفا اكدوا فيها التزام الاتحاد بتعزيز الحكم الذاتي للألبان وليس الاستقلال. وكان الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش رفض قيام غونزاليس بإجراء التحقيقات في كوسوفو. والتقى وفد برلماني للاتحاد الأوروبي مع كل من ميلوشيفيتش وروغوفا وأفادت رئيسة الوفد ليني فيشر ان الزيارة "لا تعني تدخلاً في شؤون الدولة اليوغوسلافية وإنما المساعدة في حل مشكلة كوسوفو من خلال المحادثات الناجمة بين الطرفين الصربي والألباني". وأعلن في واشنطن ان المبعوث الاميركي الخاص الى منطقة البلقان روبرت غيلبارد سيتوجه قريباً الى المنطقة لمتابعة "التطورات الخطيرة في مشكلة كوسوفو". وتصاعدت موجة نزوح سكان اقليم كوسوفو من مناطق الاشتباكات وأفادت معلومات البانية موثوقة في بريشتينا ان اكثر من 20 الف شخص غادروا الى خارج كوسوفو في الأيام الاخيرة وأقامت المنظمات الانسانية في البانيا ومقدونيا والجبل الأسود معسكرات موقتة لهم بانتظار ما سيحدث في الأيام المقبلة في كوسوفو.