كينشاسا - أ ف ب، رويترز - جددت السلطات الكونغولية اتهام اوغندا بإدخال أسلحة الى أراضيها لدعم "المرتزقة الروانديين"، في اشارة الى متمردي التوتسي الذين يسعون الى اطاحة نظام الرئيس الكونغولي لوران ديزيريه كابيلا. وقالت القوات الموالية لكابيلا أمس الثلثاء أنها استعادت السيطرة على مدينة بوكافو شرق البلاد وبلدة بوما في الغرب على ساحل المحيط الاطلسي. لكن متمردي التوتسي أكدوا أنهم يملكون قدرات بشرية كافية للوصول الى العاصمة كينشاسا. ورد كابيلا متعهداً بتسليح كل الشبان الكونغوليين لمواجهة "المتمردين الروانديين" الذين أفادت الأنباء في كينشاسا ان 18 منهم قتلوا في اشتباكات في قرية كاسانغولو التي تبعد 40 كيلومتراً الى الغرب من العاصمة. واعرب الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان عن "قلقه العميق" إزاء التطورات الأخيرة للوضع في جمهورية الكونغو الديموقراطية زائير سابقاً التي تشكل حسب قوله خطراً على منطقة البحيرات الكبرى. وقال انان الذي كان يتحدث في ختام لقاء مع وزير الخارجية البرتغالي خايمي غاما ان الاممالمتحدة "تبذل كل ما في وسعها" لوضع حد للنزاع. وأضاف ان الاممالمتحدة تنتظر تقريراً مفصلاً حول الاحداث في الكونغو الديموقراطية لدرس الوضع والسعي الى ايجاد حل سلمي له. وأفادت مصادر نفطية لوكالة "فرانس برس" ان الوضع كان هادئاً في مدينتي بانانا ومواندا الساحليتين 500 كلم جنوب غربي كينشاسا حيث "يقوم الجنود الروانديون بدوريات في الشوارع". وأو ضحت هذه المصادر الموجودة في المدينتين ان "القسم الأكبر من قوات المتمردين يتركز في ماتادي" الواقعة الى الشرق، على بعد 350 كلم جنوب غربي كينشاسا. وفي المقابل، أعلن وزير الاعلام الكونغولي ديدييه مومينغي ان القوات الموالية لحكومته "تتقدم في الشرق واستولت أول من امس على محمية طبيعية تبعد أقل من خمسين كيلومتراً شمال بوكافو كيفو الجنوبية في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية. وصرح مومينغي لوكالة "فرانس برس" بأن "قواتنا تتقدم في الشرق"، مضيفاً ان القوات المسلحة الكونغولية تعد هجوماً على بوكافو كبرى مدن كيفو الجنوبية التي يسيطر عليها المتمردون. وأضاف: "إن الأمر يتعلق بقتال في المدينة وانهم المتمردون مشتتون، ستشمل عمليتنا كل بيت وكل شبر"، مؤكداً ان المتمردين "مبعثرون". دعم اوغندي وأضاف وزير الاعلام الكونغولي ان طائرة نقل عملاقة تابعة للجيش الاوغندي حطت في بلدة نيبي الأوغندية التي تبعد نحو 20 كيلومتراً عن مهاجي في الاقليم الشرقي من شمال شرقي الكونغو الديموقراطية، حيث انزلت كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر. وأضاف مومنغي ان "هذه الذخائر وزعت على الثكنات الاوغندية في فهيدي وهوروتي ومبو وميي لتشكل قوة داعمة للمرتزقة الروانديين في الكونغو". وأكد مجدداً رغبة بلاده في ان ترغم منظمة الوحدة الافريقية كلاً من أوغندا ورواندا على احترام مبدأ سلامة الحدود الافريقية الموروثة من مؤتمر برلين العام 1885. الى ذلك، أبدى أربعون جنرالاً من القوات المسلحة الزائيرية السابقة الموالية للرئيس الراحل موبوتو، عن رغبتهم في الانضمام الى القوات المسلحة الكونغولية لمحاربة حركة التمرد هذه. وهؤلاء الجنرالات الذين يعيشون في كينشاسا عاطلون عن العمل منذ ان تولى كابيلا السلطة بعد سقوط نظام موبوتو. وفي رسالة موجهة الى الرئيس كابيلا وتلاها عبر إذاعة "صوت الشعب" الجنرال اميلا لوكيلي باهاتي القائد السابق للوحدات العسكرية في الاقيم الشرقي، عبر هؤلاء الجنرالات عن "استعدادهم لخدمة البلاد التي تتعرض لاعتداء خارجي".