انضم آلاف من الجنود والشرطيين في جمهورية الكونغو الديموقراطية إلى متمردي «حركة 23 مارس» (أم 23) الذين تعهدوا «تحرير» كل البلاد، بعد سيطرتهم على بلدة غوما عاصمة الشرق. ورعت أوغندا اجتماعاً بين رئيس الكونغو الديموقراطية جوزيف كابيلا ونظيره الرواندي بول كاغامي الذي تتهمه كينشاسا بمساندة المتمردين، في محاولة لإنهاء النزاع، فيما حضت دول منطقة البحيرات العظمى دولاً أفريقية، على المساهمة في قوة دولية للقضاء على المتمردين. ونظم المتمردون تظاهرة ضمت آلافاً من الأشخاص، في ملعب في غوما، قال خلاله الناطق باسم حركة «أم 23» العقيد فياني كازاراما: «بدأت الآن مسيرة تحرير الكونغو. سنتحرك إلى بوكافو ثم إلى كينشاسا. لا أحد سيقسّم هذا البلد. هل أنتم مستعدون للانضمام إلينا؟». وتبعد العاصمة نحو 1600 كيلومتر عن غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو الغني بالمناجم. وكان المتمردون أعلنوا سعيهم إلى إجراء محادثات مع كابيلا، في شأن الفشل في تنفيذ اتفاق للسلام أنهى تمرداً سابقاً عام 2009. ويتهم المتمردون الحكومة بعدم الالتزام باتفاق السلام الذي نصّ على منحهم مناصب في الجيش ورواتب. وأعلن عقيد في المتمردين أن اكثر من 2100 جندي و700 شرطي سلّموا أسلحتهم والذخيرة في ملعب غوما، فيما لا يدرك ما تبقى من عسكريين في الجيش الكونغولي، قرب غوما، ما يجب فعله. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن رائد في الجيش الكونغولي قوله: «ننتظر أوامر الآن، ولا نعرف ما يفترض علينا فعله. الأمر صعب، وسنحارب رفاقنا المنشقين في غوما». وفي بوكافو، قال سكان إن مواطنين تظاهروا ضد الحكومة، ودعماً للمتمردين الذين استخدموا شبكات إذاعة وتلفزيون محلية في غوما، لمناشدة الناس التزام الهدوء، لكن ثمة مخاوف من انتهاك حقوق الإنسان، وفرّ عشرات الآلاف خلال الاشتباكات بين المتمردين والجيش الكونغولي. كابيلا - كاغامي وصعّد تمرد «أم 23» التوتر بين الكونغو الديموقراطية وجارتها رواندا التي تتهمها كينشاسا بأنها العقل المدبر للتمرد، رغبة في الهيمنة على الثروة المعدنية في المنطقة، بينها الألماس والذهب والكولتان المُستخدم في صنع هواتف خليوية. لكن رواندا تنفي ذلك. في كمبالا، عقد كابيلا وكاغامي اجتماعاً طارئاً، برعاية رئيس أوغندا يوويري موسيفيني، فيما رجّح ديبلوماسي أوغندي بارز أن يُجبر كابيلا على التفاوض مباشرة مع المتمردين، علماً أنه كان رفض ذلك، ولكن قبل احتلالهم غوما. وقال الديبلوماسي: «نعتقد بأن هذه الفرصة الأخيرة لتسوية ذلك. حان الوقت بالنسبة إلى الكونغو، للقتال أو الحوار (مع المتمردين). لا يمكن القيام بالأمرين في آنٍ». وفي أوغندا، أعلن ناطق باسم حكومة موسيفيني أن وزراء خارجية من دول منطقة البحيرات العظمى حضوا دولاً أفريقية على المساهمة بجنود في قوة دولية، للقضاء على متمردي «أم 23». وأضاف: «دعا اجتماع (الوزراء) مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، إلى إصدار تفويض للقوة الدولية المحايدة، وطلب من مجلس الأمن مساندة لنشر القوة». وكان مجلس الأمن اتخذ بإجماع أعضائه ال15، قراراً صاغته فرنسا «يطالب المتمردين بالانسحاب الفوري من غوما ووقف أي تقدّم آخر من حركة أم 23 وحلّها فوراً وفي شكل دائم وإلقائها السلاح». وأبدى المجلس «قلقاً بالغاً إزاء تقارير تفيد بدعم خارجي مستمر للمتمردين، ما يؤدي إلى زيادة قدراتهم العسكرية في شكل كبير. ويطالب المجلس بوقف فوري لأي دعم خارجي لهم».