أعلن ناطق باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس أن المحادثات الفلسطينية - الإسرائيلية ستستأنف غداً بلقاء بين وزير الدفاع اسحق موردخاي وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير السيد محمود عباس أبو مازن. وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في حديث الى التلفزيون الفرنسي مساء امس ان اتفاقاً على اعادة الانتشار في الضفة الغربية بات "في متناول اليد". وأفادت مصادر إسرائيلية ان اللقاء سيعقد في منزل السفير الأميركي إدوارد ووكر في تل أبيب، فيما حذر مسؤولون فلسطينيون من محاولة الولاياتالمتحدة "التهرب من مسؤولياتها" تجاه المسيرة السلمية من خلال السعي إلى لقاءات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي "لن تخرج بجديد". واللافت تباطؤ الجانب الفلسطيني في اعلان موافقته على لقاء "أبو مازن" - موردخاي في انتظار اجتماع القيادة الفلسطينية الذي كان متوقعاً ليل أمس. وعلم ان لقاء ضم موردخاي والسفير ووكر ركز على مدى الصلاحيات التي خولها إلى الوزير المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، في المحادثات مع الجانب الفلسطيني. وما زالت هذه الصلاحيات تثير جدلاً في إسرائيل، بعد أنباء أفادت أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وضع لوزير الدفاع إطاراً للمحادثات ينحصر في مسألتين فقط، هما النسبة المئوية للأراضي التي ستنسحب منها إسرائيل، وتعديل الميثاق الوطني الفلسطيني. وذكرت مصادر سياسية إسرائيلية أن نتانياهو طلب من واشنطن العمل لاقناع الرئيس ياسر عرفات بلقائه ل "ضمان التوصل إلى اتفاق". وتابعت ان اسحق مولخو المستشار السياسي لرئيس الوزراء أجرى اتصالاً هاتفياً بالمنسق الأميركي لعملية السلام دنيس روس، وأبلغه ان نتانياهو يفضل لقاء على مستوى القمة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وشكك كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في نيات الحكومة الإسرائيلية في شأن عقد اللقاء، وقال ل "الحياة": "عندما نسمع ان موردخاي ليس مخولاً التوصل إلى اتفاق معنا، يزيد اقتناعنا بأن نتانياهو يريد اللقاءات لمجرد اللقاء لترك انطباع بأن تطوراً حدث". وأضاف ان الفلسطينيين لن يسمحوا بأن يتم التفاوض على المبادرة الأميركية، مشيراً إلى أن كل الدلائل يؤكد ان "الميل الاضافي" الذي كانت ولا تزال الإدارة الأميركية تطالب بمنحه للإسرائيليين "يشكل حماية لنتانياهو وإطاراً يمكنه من اضاعة الوقت". واعتبر مدير لجنة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي حسن عصفور ان أي لقاء سيكون "مضيعة للوقت ولتحلل الإدارة الأميركية نفسها من مسؤولياتها تجاه مبادرتها"، فيما اعتبر مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة ان "التراجع الأميركي وصل إلى درجة القبول بالموقف الإسرائيلي"، مجدداً تأكيده عدم القبول بالشروع في مفاوضات مباشرة طالما لم تغير إسرائيل موقفها من المبادرة الأميركية. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية افي بينا ياهو لوكالة "رويترز" ان لقاء موردخاي - "أبو مازن" سيعقد في تل أبيب وان وزير الدفاع "ينوي التوصل إلى تفاهم يسمح بتقدم عملية السلام".