زاد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على أبجدية تقسيم اتفاقات أوسلو للأراضي الفلسطينية حرفاً جديداً في اطار سياسة المماطلة التي ينتهجها للتهرب من تنفيذ المرحلة الثانية من إعادة انتشار الجيش الاسرائيلي من الأراضي الفلسطينية. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان نتانياهو اقترح على الادارة الاميركية تعديل مبادرتها الخاصة القاضية بإعادة انتشار حجمها 13 في المئة من مساحة الضفة الغربية تشمل نقل 10 في المئة من المنطقة المصنفة ج التي تقع تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة الى المنطقة المصنفة ب اضافة الى 3 في المئة تنقل من المنطقة ج الى منطقة ذات تعريف جديد يطلق عليها منطقة د تكون فيها صلاحيات اسرائيلية - فلسطينية مشتركة في ما يتعلق بالبناء والتنظيم. وأكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات رفض الجانب الفلسطيني للاقتراح الاسرائيلي. عريقات ونفى عريقات في حديث خاص ل "الحياة" ما أوردته وسائل الإعلام الاسرائيلية حول بحث الاقتراح الاسرائيلي المذكور خلال اجتماعه الأخير في منزل السفير الأميركي في تل أبيب مطلع الاسبوع الجاري. وقال: "ان الاقتراح رفض فلسطينياً فور طرحه من قبل الأميركيين ولم تتم مناقشته مع الاسرائيليين". وأكد عريقات ان الاقتراح الاسرائيلي "محاولة لتكريس مبدأ تجزئة الأراضي الفلسطينية"، مشيراً الى أنه لا يجب خلق رموز جديدة لهذه الأراضي التي كان يجب الانتهاء منها في أيلول سبتمبر من العام 1997، تاريخ نقل معظم أراضي الضفة الغربية - باستثناء القدس والمستوطنات - للسلطة الفلسطينية قبل الشروع في مفاوضات الحل النهائي. وقال عريقات ان نتانياهو سيستمر في المماطلة حتى دخول البرلمان الاسرائيلي الكنيست في اجازته الصيفية التي تستمر ثلاثة أشهر لينعم بالراحة، الى أن يعود البرلمان للعمل في تشرين الأول اكتوبر المقبل وهو تاريخ بدء معركة انتخابات مجلس الشيوخ الأميركي. وقسمت اتفاقات أوسلوالضفة الغربية الى ثلاث مناطق أ، ب، ج وعرفت الأراضي الفلسطينية التي تقع تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة والتي لا تزيد مساحتها حتى الآن عن 3 في المئة من مساحة الضفة الغربية ب "المنطقة أ" والأراضي التي تقع تحت سيطرة أمنية اسرائيلية ومدنية فلسطينية "المنطقة ب" وتلك التي لا تزال ترزح تحت الاحتلال الشامل والتي تبلغ مساحتها نحو 70 في المئة "المنطقة ج". وأشارت مصادر صحافية اسرائيلية الى ان منطقة "د" التي اقترحها نتانياهو ستكون ضمن وضعية مشابهة لمنطقة H2 كما هو قائم في مدينة الخليل، حيث الأمن المطلق لاسرائيل والصلاحيات المدنية للسلطة الفلسطينية باستثناء مجال البناء الذي ما زالت اسرائيل تسيطر على منح التراخيص له أو حجبها. "تقدم" من جهة اخرى رويترز، أ ف ب، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي امس ان اسرائيل لن تصوب البندقية نحو رأسها بالاندفاع لإبرام اتفاق للتخلي عن مزيد من أراضي الضفة الغربية للفلسطينيين، في وقت تحدثت الاذاعة الاسرائيلية عن تحقيق بعض "التقدم" في الجهود الرامية الى اعداد مبادرة اميركية بهدف تحريك عملية السلام على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي، نقلا عن مسؤولين اسرائيليين كبار طلبوا عدم ذكر اسمائهم. وقال هؤلاء ان ثمة "خطوات" أحرزت اثناء اتصالات هاتفية جرت اخيراً بين رئيس الوزراء الاسرائيلي والمنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس. وصرح نتانياهو الى إذاعة الجيش الاسرائيلي: "لن نصوب بندقية الى رؤوسنا، ما هكذا تدار المفاوضات، لست راغباً في الركض لتوقيع اتفاق ليس عليه اتفاق". وكان نتانياهو يتحدث رداً على انباء منسوبة الى وزير دفاعه اسحق موردخاي الذي يحثه على قبول مبادرة اميركية لاحياء عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين واسرائيل منذ 15 شهراً. وقال: "سيتعين علينا التعايش لبعض الوقت وحتى لفترة طويلة من الوقت مع ما هو منصوص عليه في هذا الاتفاق الموقت، ونحن نعمل لإحراز تقدم لكننا لم نتوصل الى ذلك بعد". ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية عن موردخاي قوله لنتانياهو خلال اجتماع مغلق ليل الاثنين: "العالم كله ضدنا، ومساحة المناورة الاسرائيلية تقلصت وحان الوقت للتوصل الى قرارات فوراً". بينما تقول صحف اسرائيلية ان نتانياهو يريد تأخير التوصل الى اتفاق قبل العطلة البرلمانية في نهاية تموز يوليو المقبل لتفويت الفرصة على زملائه في الائتلاف اليميني للإطاحة به بسبب موضوع اعادة الانتشار. وفي غضون ذلك ذكرت تقارير اعلامية ان موردخاي، وهو معتدل نسبياً في الحكومة اليمينية - الدينية، لا يريد هذا التأخير. وقالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية امس ان نتانياهو يريد ضمانات اميركية مكتوبة بمعارضة واشنطن لاعلان من جانب واحد قيام دولة فلسطينية قبل التوصل الى التسوية النهائية