توقعت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان يعلن وزيرا النفط السوري المهندس محمد ماهر جمال ونظيره العراقي السيد محمد عامر رشيد الاتفاق على "اجراء ما" يتعلق بإعادة تشغيل انبوب نفط "تابلاين" المغلق منذ العام 1982، وذلك في أول زيارة لوزير نفط عراقي منذ انقطاع العلاقات الديبلوماسية قبل 18 عاماً. وقالت المصادر ان الوزير رشيد الذي وصل أمس يزور دمشق "تلبية لدعوة نظيره السوري" وذلك بعد اسبوع من اعلان بغداد انها انتهت من اصلاح القسم الموجود في اراضيها من الانبوب. وأشارت الى ان الحكومة العراقية "راغبة بقوة في إعادة فتح الانبوب امام تدفق النفط العراقي الى الاسواق الدولية عبر الاراضي السورية ومصفاة بانياس" على الساحل السوري. وكان المهندس جمال في استقبال نظيره العراقي في نقطة التنف في الحدود البرية المشتركة التي فتحت منتصف العام 1997بعد انطلاق التطبيع الثنائي في أيار مايو العام الماضي. وبثت "وكالة الانباء العراقية" ان السيد رشيد سيبحث في زيارته التي تستمر "بضعة أيام في التعاون النفطي بين البلدين الشقيقين وكيفية تطوير التعاون لخدمة المصالح المشتركة". واضافت ان الدعوة جاءت تلبية لدعوة الوزير السوري. ونقلت "وكالة اسوشيتد برس" عن مسؤول في وزارة النفط العراقية ان "موضوع اعادة تشغيل الانبوب سيكون على جدول المحادثات"، واشارت الى ان العراق انتهى في الاسبوع الماضي من اصلاح القسم العراقي من الانبوب الذي يضخ 650 ألف برميل يومياً. وربط محللون بين محادثات الوزير رشيد مع المسؤولين السوريين، وزيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الاسد الى باريس نهاية الاسبوع الجاري، اذ ان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أعلن امس ان محادثات الاسد - شيراك ستتناول "رفع الحظر" عن العراق. وفي حين أعلن العراق رسمياً ترميم الانبوب في اراضيه، قالت المصادر المطلعة ان "الخبراء السوريين اعدّوا أخيراً دراسة تتناول احتمال تشغيل الانبوب الذي نظّفوه بانتظار القرار السياسي في هذا المجال". لكن خبراء لفتوا الى ان شركات النفط العالمية تستخدم "معظم طاقة الانبوب لنقل النفط السوري من الحقول شرق البلاد الى مصفاة بانياس غرب البلاد"، وزاد أحد الخبراء ان القرار 986 النفط للغذاء لم يشمل الموانئ السورية كنقطة عبور لتصدير النفط العراقي، وبالتالي فإن القيام بذلك في حاجة الى موافقة الاممالمتحدة وتقديم بغداد طلب الى لجنة العقوبات لاعتماد سورية معبراً للتصدير الى جانب معبري الخليج وتركيا. وكان السفير العراقي نزار حمدون قدم نهاية العام الماضي طلباً للجنة لاعتماد نقطة التنف على الحدود السورية - العراقية كنافذة لاستيراد البضائع الى العراق في اطار قرار "النفط للغذاء" وذلك بعد انطلاق خطوات التطبيع بين بغدادودمشق في ايار العام الماضي. وقدر خبراء عائدات سورية السنوية في حال تشغيل الانبوب بأكثر من 200 مليون دولار أميركي، علماً بأن اجمالي قيمة العقود التي وقعتها شركات سورية منذ التقارب بين البلدين تراوح بين 150 و200 مليون دولار .