ناقش مجلس إدارة مصفاة «الفرقلس» المشتركة بين سورية وإيران وفنزويلا وهيئة المساهمين، مع خبراء شركة «اكسنس» الفرنسية الاستشارية، في مقر وزارة النفط السورية في دمشق أول من أمس، إعداد دراسة ما قبل التصميم النهائي للمصفاة التي ستبنى في محافظة حمص (وسط) بطاقة 140 ألف برميل يومياً. وأفادت مصادر رسمية أمس بأن إيران وفنزويلا عبّرتا عن دعمهما لهذا المشروع، مشددتين على ضرورة الإسراع في تنفيذه. وكانت سورية وإيران وفنزويلا وكذلك ماليزيا التي انسحبت أخيراً من المشروع، وقعت في نهاية تموز (يوليو) من عام 2007 اتفاق مصفاة «الفرقلس» بكلفة تتفاوت بين 2.6 بليون دولار و3 بلايين، ونص على قيام سورية بتزويد المصفاة ب 70 ألف برميل يومياً وفنزويلا 42 ألفاً وإيران 28 ألف برميل. وأعلن وزير النفط السوري سفيان العلاو أن دراسة الجدوى الاقتصادية للمصفاة ستنتهي في آذار (مارس) المقبل، على أن تبدأ بعدها مرحلة التنفيذ الفعلي المقدرة بأربع سنوات التي تشمل توقيع العقود اللازمة لتمويل بناء المصفاة مع البنوك والصناديق التمويلية. وأكد أنها «ستعتمد في شكل أساس على النفط السوري الخفيف والثقيل وستكون مهيأة أيضاً لاستقبال النفط من دول أخرى مثل العراق»، لافتاً إلى أن نظيره العراقي أبلغه إنجاز المسوحات الأولية لخط النفط القديم بين كركوك وبانياس، وأن الشركات العراقية باشرت صيانة الخط وإصلاحه ضمن الأراضي العراقية على أن تنتهي هذه الأعمال قبل نهاية العام الحالي. وأوضح «أن الجانب العراقي اتفق مع شركة كندية للبدء بإجراء الدراسات الاقتصادية لمشروع مد أنبوبين جديدين لتصدير النفط العراقي عبر الموانئ السورية تنفيذاً للاتفاق المبرم بين البلدين». يذكر أن خط كركوك - بانياس أعيد تشغيله في نهاية التسعينات بطاقة تصل إلى 200 ألف برميل يومياً إلى أن قصفته القوات الأميركية عشية غزوها العراق في 2003. وتبلغ طاقته النظرية نحو 1.2 مليون برميل يومياً، لكن الطاقة الفعلية تبلغ النصف. وقال وزير النفط السوري في وقت سابق في تصريح الى «الحياة» : «لدينا القدرة على أن نمرر في الوضع الراهن من دون أي إجراء أو تطوير لمحطات الضخ، نحو 300 ألف برميل يومياً في حال جهز القسم الموجود في العراق والممتد من كركوك إلى حديثة، ومنها إلى الحدود السورية»، لافتاً إلى أن «العراق يعد مشروعاً لنقل مليوني برميل يومياً من جنوب العراق إلى حديثة ومن ثم إلى بانياس ويكون بموازاة الخطوط القائمة». وتسعى سورية إلى تنفيذ مشاريع لمصافي جديدة تلبي الطلب المتزايد على المشتقات النفطية، بينها إضافة إلى مصفاة «الفرقلس»، واحدة في دير الزور (شرق البلاد) بطاقة 70 ألف برميل يومياً بالتعاون مع الصين. كما تجري محادثات لتطوير مصفاة بانياس وهي إحدى مصفاتين في سورية بكلفة 1.5 بليون دولار.