تمسكت السلطة الفلسطينية باعلان اسرائىل موافقتها على المبادرة الاميركية شرطاً للدخول في مفاوضات مباشرة مع حكومة بنيامين نتانياهو. وأعلن الأمين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني أحمد عبدالرحمن ان واشنطن عرضت على الوفد الفلسطيني الذي زارها "أفكاراً اسرائيلية رفضناها لأنها لا تنسجم مع المبادرة الأميركية"، مشيراً إلى أن وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ابلغت الوفد تمسك الادارة الاميركية بمبادرتها كما هي. وانتقد الفلسطينيون أيضاً ما اعتبروه محاولة أميركية "للضغط" عليهم، فيما توجه الرئيس ياسر عرفات إلى تونس وسينتقل منها إلى ليبيا براً، ليعود الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي خضع لعملية جراحية في فخذه. ويأتي موقف السلطة بعد دعوة اولبرايت الى اجراء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائىليين لتضييق الهوة بين الجانبين في شأن المرحلة الثانية من اعادة الانتشار العسكري الاسرائيلي في الضفة الغربية، كذلك بعد تشديد نتانياهو مجدداً ليل الجمعة على ان استئناف المفاوضات يتوقف على "رد ايجابي" من الفلسطينيين على الشروط التي طرحتها إسرائىل و"تنفيذ تعهداتهم". وأوضح عبدالرحمن امس ان ما تبلغته السلطة الفلسطينية خلال لقاءات كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث في واشنطن الخميس الماضي "ليس موقفا اميركياً، بل طلب إسرائيلي نُقل الينا عبر المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس". وزاد ان اولبرايت أكدت خلال لقائها المبعوثين الفلسطينيين استمرار تمسك الادارة بالأفكار التي طرحتها، مكرراً أن المسؤولين الاميركيين نقلوا افكاراً واقتراحات اسرائىلية رفضها الجانب الفلسطيني "لأننا نرفض أي تعديل في الافكار الاميركية التي قبلنا بها اصلا على مضض لانها اقرب الى الموقف الاسرائىلي منها الى مطالبنا". وفي شأن اقتراح استئناف مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائىلي، قال عبدالرحمن إن الجانب الاسرائىلي هو الذي أفشل المفاوضات واوقفها عندما انسحب من مفاوضات اللجان التي اتفق على تشكيلها العام الماضي. لكنه أكد "استعداد الفلسطينيين للبدء بالمفاوضات اليوم، اذا قبلت الحكومة الاسرائىلية المبادرة الاميركية وأعلنت أنها تقبل بتطبيق الاتفاقات الموقعة، وإلا فإن مثل هذه المفاوضات سيكون إهداراً للوقت". وكرر عريقات الموقف نفسه عندما اطلع القيادة الفلسطينية خلال اجتماعها ليل الجمعة - السبت في مدينة رام الله في الضفة، على نتائج محادثاته وشعث في واشنطن. ورفض اعتبار ان الولاياتالمتحدة تفاوض بالنيابة عن الفلسطينيين. وذكر ان الوفد الفلسطيني ابلغ واشنطن ان الجانب الفلسطيني قبل بالمبادرة الاميركية على مضض لأنها قريبة إلى موقف اسرائىل، وهو ليس مستعداً للتفاوض عليها مجدداً، مشيراً إلى المراوغات التي ينتهجها نتانياهو. وكان الناطق باسم البيت الابيض مايكل ماكوري اعلن اول من امس ان الوقت "يقترب" من بدء الولاياتالمتحدة بمراجعة مشاركتها في الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وزاد: "التزمنا العملية، ولدورنا فائدة فقط في اطار عزم الاطراف المعنية نفسها العمل في شكل جدي لحل المشاكل التي تفرق بينها وتخطي خلافاتها". وأوضح أن الرئيس بيل كلينتون يشاطر اولبرايت رأيها وفحواه ان الولاياتالمتحدة اقتربت من نهاية جهودها الرامية الى دفع مفاوضات السلام. وتابع ان ثمة "حدوداً" لا يمكن الولاياتالمتحدة بعدها المشاركة في "عملية ليست لها أي فائدة". ورداً على سؤال عن هذه الحدود، أجاب: "اننا نقترب منها بالتأكيد". واعتبر المفاوض الفلسطيني حسن عصفور تصريحات ماكوري "محاولة للضغط على الجانب الفلسطيني". ورأى ان تصريحات اولبرايت "اعلان خجول عن فشل الجهود الاميركية في اقناع نتانياهو بقبول الافكار الاميركية". إلى ذلك أ ف ب، أعلنت القيادة الفلسطينية الموسعة في بيان اصدرته في ختام اجتماعها أنها "على استعداد تام لاستئناف المفاوضات وتفعيل عمل اللجان التفاوضية في اللحظة التي تعلن فيها اسرائيل استعدادها للتفاوض والتزامها المبادرة الاميركية واتفاقات السلام". واضاف البيان ان عرفات "أكد ان الجانب الاسرائيلي يواصل مناوراته ومماطلاته للتنصل من استحقاقات عملية السلام". وحذر البيان من أن "الانتهاكات والاستفزازات الاسرائىلية تتصاعد، ما ينذر بانفجار الوضع الأمني في المناطق كلها"