رام الله - أ ف ب - استقبل المسؤولون الفلسطينيون امس خطاب وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بهدف تحريك عملية السلام عبر مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل، ببرودة كبيرة ومن دون اخفاء تشكيكهم. وكانت كلينتون دعت الجمعة الى بداية جديدة لعملية السلام، مطالبة الجانبين بمعالجة القضايا الاساسية «من دون تأخير»، وذلك بعد ايام من اعتراف ادارة اوباما بفشل جهودها لاقناع اسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية، ما انهى عملياً مفاوضات السلام المباشرة بعد ثلاثة اشهر على اطلاقها. وأعلن المفاوض محمد اشتية لوكالة «فرانس برس» ان «الولاياتالمتحدة اقترحت علينا مجدداً مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل، وهذا معناه انه ليس لديهم شيء يقدمونه». واستبعد ان تنجح هذه المفاوضات لأن «المفاوضات في شكلها الثنائي يجب اعادة النظر بها. فعلى مدار 19 عاماً من المفاوضات، كانت العثرات اكثر من الانجازات، والمسار التفاوضي في تراجع مستمر ولا يتقدم». وقال: «لا يعقل ان تبقى الولاياتالمتحدة بلا موقف وتترك الاطراف تتفاوض الى ما لا نهاية، بل مطلوب من واشنطن دور واضح، ونريد ان نعرف هل هي وسيط ام حكم ام ميسر للمفاوضات». وتابع: «مطلوب من الادارة ايضاً ان تستخدم وزنها الاقتصادي والسياسي وعلاقاتها مع اسرائيل لانهاء الاحتلال الاسرائيلي، وان تجبر اسرائيل على ان تعلن ان نهاية المفاوضات انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967». وطالب اشتية بأن تقدم الادارة الاميركية «ضمانات» للجانب الفلسطيني، وقال: «مطلوب من واشنطن ضمانات للشعب الفلسطيني وقيادته، وان تعلن استراتيجية واضحة منها الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967، او ان تعلن ان نهاية المفاوضات اقامة دولة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية». من جانبه، أعلن عضو الوفد الفلسطيني المفاوض نبيل شعث امس ان الخطاب الذي القته وزيرة الخارجية الاميركية يمثل اعترافاً اميركياً بفشل جهود السلام مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو. وقال في تصريح ان الخطاب «فيه اقرار واعتراف بفشل الجهود التي بذلتها الادارة الاميركية لإغراء نتانياهو بالتزام قواعد عملية السلام». وأعرب شعث عن اسفه لواقع ان كلينتون «تعاملنا كفلسطينيين كطرف متساو مع الطرف الاسرائيلي، ولا تضع اللوم على الطرف الاسرائيلي الذي افشل الجهود الاميركية بسبب مواصلته سياسته الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية»، كما انها «لم تحدد ما الذي ستقوم به من الآن فصاعداً في موضوع الاستيطان الذي كان السبب في فشل الجهود الاميركية». وشدد على ان «موقفنا كان وما زال بأنه لن نذهب الى المفاوضات قبل الوقف الكامل لجميع الانشطة الاستيطانية بما يشمل القدسالشرقية، كما مطلوب من رئيس الوزراء الاسرائيلي التزام قواعد اللعبة، بمعنى ان تكون هناك مرجعية واضحة للمفاوضات ووقف للاستيطان». ولفت الى ان الفلسطينيين سينتظرون «ما سيحمله المبعوث الاميركي (جورج) ميتشل، ومن ثم ستكون هناك اجتماعات للقيادة الفلسطينية وللجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية من اجل تقويم الموقف واتخاذ القرار». وكان منتظراً ان يصل ميتشل امس الى المنطقة حيث سيلتقي اليوم نتانياهو والرئيس محمود عباس.