يستقبل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت اليوم في أريحا، في غياب أي توقعات في شأن ما يمكن ان تسفر عنه اللقاءات التي ستبدأها اولبرايت اليوم وتستمر الى غد الاربعاء، مع كل من عرفات ورئيس الحكومة الاسرائىلية بنيامين نتانياهو. وبدا واضحاً من لهجة الحديث التي عقب بها كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات امس، على الاجتماع الأول الذي عقدته لجنة التوجيه العليا للمفاوضات برئاسة عريقات وداني نافيه، سكرتير الحكومة الاسرائيلية، انه لا تزال هناك فجوة واسعة، تفصل بين مواقف الطرفين. وعبر عريقات عن أمل الجانب الفلسطيني بأن تتمكن وزيرة الخارجية الاميركية من الحصول في نهاية زيارتها على ما سماه بپ"النعم" الاسرائيلية على المبادرة الاميركية، والتي يعرقل عدم اعطائها جميع الجهود الديبلوماسية لاخراج عملية السلام من مأزقها منذ تسعة شهور. وكرر عريقات الموقف الفلسطيني القاضي بانسحاب اسرائيل من أراض يشكل مجموعها 13 في المئة من المنطقة "ج" الى "ب" و"أ". وقال ان نسبة ال 3 في المئة التي يطالب الاسرائيليون بجعلها محمية طبيعية يجب ان تعامل معاملة المنطقة "ب". لكنه قال ان هناك عدا هذه المسألة الجزئية، قضية نقل ما نسبته 14.2 في المئة من منطقة "ب" الى "أ"، وهناك ايضاً ضرورة التزام اسرائيل بالمرحلة الثالثة من اعادة الانتشار، واستحقاقات المرحلة الانتقالية، وقضية المطار، والميناء، والممر الآمن، واطلاق الأسرى والمعتقلين، "وفوق هذا كله، نريد ضمانات بأن ما يمكن الاتفاق عليه سوف يجد طريقه الى التنفيذ"، مشيراً الى "عدم تنفيذ الحكومة الاسرائيلية ما تم الاتفاق عليه في بروتوكول الخليل". وقال عريقات: "إننا ننتظر من السيدة اولبرايت ان تتمكن من استخدام نفوذ الولاياتالمتحدة لإنهاء هذه القضايا مجتمعة، لكي نخلص من الدوامة الاجرائية في مواصلة عقد اللقاءات هنا وهناك، من دون التوصل الى نتيجة". وذكر ان اجتماعاً ثانياً للجنة التوجيه سيعقد مساء غد في حضور المبعوث الاميركي الى عملية السلام دنيس روس، في اطار التحضير لمحادثات اولبرايت مع كل من عرفات ونتانياهو. وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث لپ"الحياة" امس ان المحادثات التي ستجريها اولبرايت اليوم وغداً، هي ذروة جهود اميركية في محاولة الحصول على موافقة الجانب الاسرائيلي على البادرة التي طرحتها الولاياتالمتحدة، وذلك كرزمة أفكار متكاملة. وان الديبلوماسية الاميركية تسعى الآن الى تأمين هذه الموافقة تمهيداً لعودة عرفات ونتانياهو الى واشنطن منتصف الشهر الجاري. لكن شعث أكد ان الجانب الفلسطيني يرفض أي محاولة لتجزئة هذه المبادرة، وقال في هذا الصدد: "لن نوافق على شيء، إلا إذا وافقنا على كل شيء"، واشار الى ان اجتماعات اللجنة أول من أمس واليوم يجب ان تبحث في رزمة الأفكار والموضوعات المتكاملة "ومن دون التوصل الى اتفاق حولها، لن نوافق على أي شيء جزئي". وقال ان يوم الرابع من أيار مايو 1999، هو نهاية المرحلة الانتقالية، و"سنعلن اقامة الدولة الفلسطينية في هذا اليوم". لكنه أوضح في هذا السياق، ان اقامة الدولة لا تعني نهاية عملية السلام، ولكن نهاية المرحلة الانتقالية من عملية السلام. "وإذا قررنا استمرار المفاوضات فسوف تجرى المفاوضات بين الدولة الفلسطينية واسرائيل". ونفى ان يكون هذا الاعلان بمثابة اعلان حرب "لأن الحرب يمكن ان تنشب بسبب انهيار عملية السلام". وغادرت اولبرايت واشنطن امس في طريقها الى الشرق الاوسط في زيارتها الاولى للمنطقة منذ اكثر من عام. وتعتزم وزيرة الخارجية قضاء يومين في المنطقة لكن قد يبقى اثنان من مرافقيها هما مساعدها مارتن اندرك والمبعوث الخاص للشرق الاوسط دنيس روس لوضع اي تفاصيل قد لا يتسع وقت اولبرايت لوضعها. واجتمع عرفات ونتانياهو في نيويورك مع اولبرايت ثم في واشنطن مع الرئيس كلينتون الاسبوع الماضي.