ذكرت مصادر اميركية مطلعة ان الاتصال الهاتفي الذي اجرته وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت مع الرئيس ياسر عرفات الاربعاء الماضي قبل توجهها الى الصين، كان يهدف الى اقناع الجانب الفلسطيني بتأجيل طرح قضية رفع مستوى تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية لدى الجمعية العمومية للأمم المتحدة حتى عودة اولبرايت من الصين. وقالت المصادر ان الجانب الفلسطيني تجاوب مع طلب الوزيرة الاميركية. واضافت المصادر ان اولبرايت تمنت على عرفات ايضا عدم طرح الخطة الاسرائيلية لتوسيع القدس امام مجلس الامن لان ذلك لا يساعد عملية السلام. لكن يبدو ان الجانب العربي قرر اثارة الموضوع في مناقشات المجلس. وبثت الاذاعة الاسرائيلية ان رئىس الوزراء الاسرائىلي بنيامين نتانياهو تلقى اتصالا هاتفيا ليل الخميس - الجمعة من اولبرايت ابلغته خلاله ان واشنطن لن تكون متأكدة من استخدام حق النقض الفيتو ضد اي قرار يصدر عن مجلس الامن ويحمل ادانة لاسرائيل في شأن خططها لتوسيع القدس. واضافت الاذاعة ان اولبرايت خاطبت نتانياهو اثناء الاتصال بلهجة حادة وقالت ان اسرائىل باجراءاتها غير الشرعية في شأن القدس، زجت بالولاياتالمتحدة في وضع حرج للغاية في ما يتعلق بالموقف من عملية السلام والتعهدات الاميركية ازاءها. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن اكد حدوث الاتصال الهاتفي بين عرفات واولبرايت، وتحدث اول من امس عن معارضة واشنطن فكرتي رفع مستوى تمثيل المنظمة في الاممالمتحدة واثارة قضية توسيع القدس في مجلس الامن. وقال روبن ان الادارة الاميركية تعارض تعزيز مكانة منظمة التحرير في الجمعية العمومية لان المنظمة ليست دولة، ويجب الا تتمتع بالامتيازات المخصصة للدول. واعرب عن الامل في ان تشارك الدول الاخرى في الاممالمتحدة رأي الولاياتالمتحدة في هذا الشأن، خصوصا ان اصدار قرار عن الجمعية العمومية سيلحق الأذى بعملية السلام وسيشكل "سابقة خطرة" يمكن ان يعتمدها آخرون. واضاف ان الادارة تأمل في ان يرى عرفات "الحكمة في حجة" اولبرايت. وفي نيويورك أ ف ب، ذكر ديبلوماسيون ان السفير الاميركي في الاممالمتحدة بيل ريتشاردسون طلب من مجلس الامن خلال اجتماع مغلق اول من امس ان يرجئ لعشرة ايام أي قرار يدين خطة توسيع القدس. من جهة اخرى، انتقدت الجامعة العربية بشدة امس طلب اولبرايت عدم طرح موضوع توسيع القدس على مجلس الامن، وقال الناطق باسم الجامعة المستشار طلعت حامد ل "الحياة": "الادارة الاميركية اخطأت في اتجاه التحذير وكان عليها ان توجهه الى اسرائيل وإلزامها بوقف الاستيطان"