أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت أمس انها طرحت على المسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين "أفكاراً جديدة" لدفع العملية السياسية الى أمام، لكن الفلسطينيين نفوا ان يكونوا قد تسلموا أي مقترحات رسمية أميركية. وقالت اولبرايت، التي أجرت محادثات منفصلة مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية انها قدمت أفكاراً جديدة "بشأن الانسحابات الاسرائيلية واتخاذ السلطة الفلسطينية اجراءات لمواجهة عنف المتشددين". وأضافت ان الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وافقا على بدء جولة جديدة من المحادثات بينهما في واشنطن الأسبوع المقبل، مشيرة الى عزم الطرفين على ايفاد ممثلين لهذا الغرض. وبدا عرفات بعد اللقاء متجهماً ورفض الادلاء بأي تصريح، فيما لم تخف الوزيرة الأميركية خيبة أملها من نتائج محادثاتها في ما يتعلق بالمفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية التي نوقشت في ما يبدو على هامش القضية الأهم في جولتها الحالية في الشرق الأوسط، وهي الأزمة مع العراق واحتمالات توجيه ضربة عسكرية ضده. وقالت اولبرايت للصحافيين في فندق "لاروم" في القدس الغربية قبل ان تغادر الى الكويت: "كان لدينا أمل بأن نحقق تقدماً أكثر مما حققناه، لكن في أي حال جرى احراز تقدم طفيف، لا أشعر بالرضا الذي توقعته والردود التي تلقيتها لم ترضني كما كنت أريد لجهة جوهرها لكننا حصلنا في أي حال على بعض الردود". وقالت أولبرايت "ان على الطرفين ان يكونا مستعدين لاتخاذ القرارات الصعبة لاعادة المحادثات الى مسارها والدخول في مفاوضات الحل النهائي". وأشارت الى ان "الجمود في العملية السلمية استمر طويلاً والعملية برمتها أصبحت في خطر". ورفضت الافصاح عن ماهية "التعديلات والتحسينات" التي ادخلت على أفكار الرئيس بيل كلينتون خلال لقائه بنتانياهو وعرفات قبل عشرة أيام في البيت الأبيض والتي قال الناطق باسم الخارجية الأميركية جيمس روبن انها اطلعتهما عليها. اما رئيس الحكومة الاسرائيلية نتانياهو فأكد خلال الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء ان "لا اتفاق بين اسرائيل والولاياتالمتحدة بعد" بشأن حجم الأراضي التي سينسحب منها الجيش الاسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وزاد ان قراراً بهذا الشأن لم يتخذ. الى ذلك أ ف ب قال مسؤول فلسطيني طلب عدم الكشف عن اسمه ان الولاياتالمتحدة اقترحت انسحاباً اسرائيلياً من 10 في المئة من الضفة الغربية ونقلها الى الاشراف الفلسطيني الجزئي في حين تسلم 10 في المئة أخرى كلياً الى الفلسطينيين بعدما كانوا يشرفون عليها جزئياً الآن. وأشار المسؤول الفلسطيني الى ان اولبرايت اكدت ان اعادة الانتشار ستتم على مراحل، وان كل مرحلة ترتبط باحترام الفلسطينيين سلسلة من الشروط. وأضاف ان عرفات "رفض هذه الأفكار وقال لأولبرايت ان الولاياتالمتحدة اعتمدت موقف" رئيس الوزراء الاسرائيلي. لكن أولبرايت اوضحت ان هذا العرض "ليس اقتراحاً رسمياً أميركياً بل مجرد أفكار". وقال المسؤول الفلسطيني ان أولبرايت افادت ان الولاياتالمتحدة ستعلن موقفها الرسمي "بعد اسبوعين" مضيفاً ان عرفات "قال لها ان من الضروري احترام الاتفاقات التي تنص على عمليات اعادة الانتشار الاسرائيلية ورفض تقسيم عمليات اعادة الانتشار هذه على مراحل عدة".