علمت "الحياة" ان اتصالاً هاتفيا جرى بين الرئيسين الاميركي بل كلينتون والمصري حسني مبارك تناول تقويم الوضع في ضوء عدم احراز اي تقدم على صعيد عملية السلام، خصوصاً على المسار الفلسطيني. وبعث وزير الخارجية السيد عمرو موسى رسالة الى نظيرته الاميركية مادلين اولبرايت سلمها الى السفير الاميركي في القاهرة تشارلز كيرتزر خلال لقائهما مساء امس. في حين ابلغت اسرائيل مصر قرار مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر تنفيذ قرار مجلس الامن 425 خلال لقاء مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط السفير سيد ابو زيد، سفير اسرائيل في القاهرة تسفي ميزئيل. في الوقت نفسه بدا وجود تباين في وجهات النظر حول طبيعة القمة العربية، وأوضح مصدر ديبلوماسي مصري لپ"الحياة": "هناك اتجاه يرى الاكتفاء بعقد قمة ثلاثية مصرية - سعودية - سورية، وبالطبع سيغيب عنها الطرف الفلسطيني صاحب اكثر الملفات سخونة. الفلسطينيون يعتبرون هذا الاتجاه غير منطقي، والاتصالات التي بُذلت تمت على أساس عقد قمة عربية مصغرة ما دامت هناك صعوبة في عقد قمة شاملة لإيجاد اقصى قدر ممكن من الدعم العربي لمواقف الاطراف المفاوضة في عملية السلام". وقال: "التكليفات والجهود التي بذلها الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد طوال الاسابيع الماضية كانت للبحث في الإعداد والتحضير لعقد قمة مصغرة .. أما القمة الثلاثية فهي قرار اطرافها وعبدالمجيد يشارك فيها بدعوة من مضيف القمة". وأكد: "هناك اتصالات على مستوى عالٍ لاستطلاع الرأي في ضوء وجود اتجاهين سوري وفلسطيني والامر يحسمه القادة العرب للحفاظ على وحدة الموقف العربي وتماسكه في هذه المرحلة الدقيقة". وأفاد مصدر فلسطيني مرافق للرئيس ياسر عرفات امس في زيارته لمصر لپ"الحياة" بأن الفلسطينيين "متمسكون بعقد القمة المصغرة سواء في ايار مايو او في حزيران يونيو" المقبلين. ورأى مراقبون ان الطرف الفلسطيني يعتبر نفسه الأوْلى بالدعم وقضيته هي العربية الاولى، وكذلك على الصعيد الاسلامي بالنسبة الى قضية القدس، ويرى انه كلما توسعت قاعدة القمة كلما كان ذلك دعماً اكبر لهم وعليه طرح الجانب الفلسطيني توسيع القاعدة لتضم القمة المصغرة دولة الامارات. الى ذلك، ابلغ موسى اولبرايت الغضب العربي من سياسات نتانياهو وحذر من تداعيات فشل الجهود الاميركية لإنقاذ عملية السلام. وعن محاولات اسرائيل اقناع واشنطن عدم طرح اية مبادرة في هذا التوقيت بشكل رسمي قال المصدر الديبلوماسي المصري: "إن كلاً من الرئيس بيل كلينتون ووزيرة خارجيته مادلين اولبرايت اكد خلال الاتصالات التي تمت اخيرا استمرار التحرك الاميركي انطلاقا من دور الولاياتالمتحدة كراعٍ اساسي لعملية السلام .. واشنطن ستدرس تقرير روس ولديها أفكار تتعلق بعملية متوازية، وتسعى في الوقت نفسه الى ايجاد افكار تتفق مع أسس وأحكام اوسلو". في غضون ذلك طالبت الجامعة العربية الادارة الاميركية بنزع قفازاتها الحريرية في التعامل مع اسرائيل، وقال الدكتور عصمت عبدالمجيد إن "الولاياتالمتحدة مطالبة الآن بدور اكثر فاعلية لإعادة عملية السلام في الشرق الاوسط الى مسارها الصحيح وعدم الاكتفاء بدور النصح او التلويح بالانسحاب من عملية السلام". واضاف في تصريح الى "الحياة": "الادارة الاميركية تستطيع استخدام نفوذها لدى حكومة بنيامين نتانياهو لكنها لا تسعى الى ذلك وتحاول ممارسة ضغط على الفلسطينيين لقبول افكار اسرائيلية تخالف ما تم الاتفاق عليه بين الفلسطينيين والاسرائيليين" مشيرا الى ان "حتى اتفاق الخليل الذي تم بتدخل اميركي لم يلتزم نتانياهو به". وعقّب الناطق باسم الجامعة المستشار طلعت حامد على قرار مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر بخصوص القرار 425 قائلا: "قرار مجلس الامن لا يتحدث عن ترتيبات امنية ويدعو الى انسحاب غير مشروط"، مشيراً الى ان الجامعة تساند "الموقف اللبناني الرافض لإجراء اية محادثات مع الاسرائيليين بخصوص هذه الترتيبات وأكد ان اسرائيل اذا كانت جادة في الانسحاب فعليها تنفيذ القرار".