اكد الرئيسان الفرنسي جاك شيراك والمصري حسني مبارك في "نداء من اجل السلام" وجهاه امس من باريس أ ف ب "حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة". واقترح الرئيسان عقد "مؤتمر للبلدان المصممة على انقاذ السلام" في الشرق الأوسط. وفي لندن انتهت محادثات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت، مساء امس، من دون اعلان اي نتائج. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن في ختام المحادثات انه "لم يتم احراز اي تقدم يكسر الجمود الراهن في عملية السلام". وأكد تمسك الادارة الاميركية باقتراحاتها قائلاً "لن نتخلى عنها". واضاف ان اولبرايت اطلعت عرفات على نتائج المحادثات التي اجرتها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في واشنطن. واعتبر روبن انه "لا يجوز القول انه تم احراز تقدم بل على العكس عرضت اولبرايت الصعوبات التي تحاول تجاوزها"، مكرراً ان عرفات وافق مبدئياً على الاقتراحات الاميركية "ونحن نعمل مع نتانياهو على صقلها". واضاف "لا استطيع القول اننا حققنا اختراقاً بل على العكس نواجه مشاكل وستغادر اولبرايت في غضون دقائق للالتحاق بالرئيس بيل كلينتون الموجود حالياً في جنيف حيث تقدم له تقريراً عن الوضع". وقال روبن في رد على سؤال لپ"الحياة" انه "لا توجد اي اجتماعات اخرى مقررة". واكدت مصادر فلسطينية بعد الاجتماع انه لم يحدث اي تقدم وان نتانياهو لم يغير موقفه المتشدد. وتردد ان الموضوع الذي طرحته اولبرايت على عرفات هو اقتراح من نتانياهو يؤكد فيه استعداده للموافقة على انسحاب بنسبة 13 في المئة مقابل الغاء المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار والانتقال مباشرة الى محادثات الوضع النهائي. وقال عرفات عقب لقائه مع بلير الذي استمر 45 دقيقة "ليس هناك اي تقدم او اقتراحات ملموسة". واضاف "نتوقع استمرار الجهود الاوروبية والاميركية وسنبقى على اتصال مع اولبرايت"، مشيراً الى انها "تبذل كل جهدها لتحقيق تقدم". وزاد "سأبقى على اتصال مع دول الاتحاد الاوروبي". وقال رداً على سؤال عن السبب وراء استدعائه فجأة الى لندن "لأنني كنت في اوسلو وهي كانت في لندن. اطلعتني على ما حدث مع نتانياهو خلال الاسبوع الماضي". أما نتانياهو فنفى في مؤتمر صحافي عقده بعد عودته الى تل ابيب، امس، ان يكون توصل الى اتفاق مع الجانب الاميركي بشأن اعادة انتشار من 13 في المئة من الضفة الغربية، وقال "لم نتفق على شيء وانما طرحنا افكارا نقلتها وزيرة الخارجية اولبرايت الى الجانب الفلسطيني امس". وقال نتانياهو ان محادثاته في الولاياتالمتحدة مع اولبرايت ودنيس روس تركزت على ثلاث قضايا اهمها "وفاء الجانب الفلسطيني بالتزاماته حيث اننا نريد ان نرى ذلك بشكل واضح وليس في كثرة التصريحات". وتابع: "بحثنا ثانياً في موضوع مفاوضات الحل الدائم وموقف الولاياتالمتحدة منها، وثالثاً في الاستعدادات لاعادة انتشار جديدة" واوضح "نحن مستعدون لتنفيذ اعادة الانتشار ولكن المهم هو ان تستطيع اسرائيل ان تفعل ذلك في مناطق لا تهدد امنها .. ولذا فان الاطار الشامل لهذه القضية يجب ان يعتمد على المواقف الاسرائيلية ولا نقبل بأنصاف حلول وباثارة جدل من جديد حول مرحلة ثالثة". وشدد نتانياهو على انه يرغب في الدخول في مفاوضات الحل الدائم "بعد ان تكون مسألة المراحل هذه منتهية وبتفاهم بين الجانبين ما سيمهد الطريق لتحقيق تقدم افضل عند التفاوض على التسوية الدائمة". وكان الرئيس بيل كلينتون حذر، امس، في رد على سؤال بشأن ما اذا كان نتانياهو قد خفف معارضته للمقترحات الاميركية لتحريك عملية السلام. اذ قال: "لدينا آمالنا ولكن من المهم ان لا نثير آمالاً زائفة". ولم يعط كلينتون تفاصيل عن المناقشات الجارية، وقال "ان حال المحادثات هو الآن على نحو من شأن اي شيء اقوله علناً ان يقلص بصورة اكيدة فرصة الاطراف للتوصل الى اتفاق والتحرك نحو محادثات الوضع النهائي". واضاف مشيراً الى الفلسطينيين والاسرائيليين: "انهم يعملون بجد، ويعملون باخلاص ونية حسنة، واذا كان لدينا شيء نقوله، فسأكون اول من يصل الى الميكروفون". وقد وصل منسق عملية السلام في الشرق الاوسط دنيس روس الى لندن بعدما اجتمع في واشنطن، اول من امس الاحد، مع نتانياهو. وقال ديبلوماسي اسرائيلي لوكالة "اسوشييتد برس" في تفسير لرحلة روس: "لقد برزت افكار معينة". وبثت الاذاعة الاسرائيلية ان نتانياهو وافق على الانسحاب من النسبة المقترحة اميركياً للانسحاب من الضفة بشرط ان لا ينسحب من 13 في المئة اخرى في مرحلة ثالثة لاعادة الانتشار الاسرائيلي من الضفة الغربية. وفي واشنطن اعترف مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط مارتن انديك بعدم التوصل الى اتفاق بين الجانبين الاميركي والاسرائيلي حول الافكار التي قدمتها الادارة الى الطرفين والتي قبلها الجانب الفلسطيني "من حيث المبدأ". وقال انديك الذي كان يتحدث امام مؤتمر "ايباك" اللوبي الاسرائيلي امس: "ليس لدينا اي اتفاق. ولا نزال نعمل مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وهناك فجوات المطلوب سدّها". ووصف المحادثات بأنها صعبة لكنه اكد ان الادارة ستمضي في بذل جهودها طالما انها تعتقد ان هناك امكاناً لتحقيق التقدم. وطالب مجلس الوزراء السعودي الذي عقد امس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، "المجتمع الدولي وحكومة الولاياتالمتحدة الاميركية على نحو خاص بالتحرك السريع والفعال لاحتواء هذا الموقف الخطير في الضفة الغربية وغزة الذي ينذر بأسوأ العواقب وذلك باتخاذ كل الوسائل الكفيلة باعادة عملية السلام الى مسارها الصحيح وحض حكومة اسرائيل على الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها".