تدور منذ ثلاثة أيام احدى أكثر المعارك ضراوة بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان في مناطق اقليم كوسوفو الحدودية مع ألبانيا التي دعت المجتمع الدولي الى تنفيذ قرارات مجموعة الاتصال في شأن الأزمة في كوسوفو والتدخل لانهاء الارهاب الذي يتعرض له مواطنو الاقليم. وأفاد بيان لوزارة الخارجية الألبانية صدر في تيرانا أمس الاربعاء ان العنف الذي تمارسه القوات العسكرية الصربية ضد السكان الألبان في كوسوفو قد تزايد بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة "ما يتطلب استخدام جميع الوسائل لإجبار حكومة بلغراد على التوقف عن ممارساتها التعسفية وسحب قواتها من الاقليم". وأكد مسؤول في المركز الاعلامي الصربي في كوسوفو في اتصال هاتفي مع "الحياة" من مدينة بريشتينا ان الاشتباكات المسلحة تتواصل منذ خمسة أيام في المناطق القريبة من الحدود مع ألبانيا والطريق الرئيسية التي تربط بين مدن بيتش وديتشاني وجاكوفيتسا "وسقط عدد من أفراد الشرطة الصربية بين قتيل وجريح منهم الضابط دراغوليوب جوليتش الذي اطلقت عليه النار من قرية ستريوتش وأمر الشرطة في قرية يونيك ملادين نوفاكوفيتش وعلى الطريق قرب مدينة ديتشاني تعرضت سيارة الشرطي غويكو غويكوفيتش الى رصاص القناصة كما خطف شرطيان في قرية بابالوتش وجرح ثلاثة آخرون بنيران اطلقت عليهم من قرية دولوفو القريبة من مدينة جاكوفيتسا". وأضاف ان نيران المسلحين الألبان امتدت الى المدنيين "فاطلقت عصابة الرصاص على سيارة لمؤسسة الكهرباء وهي في طريقها من بيتش الى ديتشاني وأصيب اثنان من العمال". وأضاف المسؤول الصربي ان "الهدف الرئيسي للانفصاليين هو قطع الطرق التي تمر قرب المنطقة الحدودية مع ألبانيا وتشكيل أراض حرة في بلديات بيتش وديتشاني وجاكوفيتسا لتسهيل الاتصال مع ألبانيا والحصول على الامدادات". وأشار الى تدمير بيوت ووقوع اصابات في الجانب الألباني "لأن القتال يضر كل الأطراف التي تخوضه". وأوضح ان القوات الصربية لم تستخدم حتى الآن غير الوسائل الدفاعية "وهذا يعني أنها لن تستثني الهجمات عندما يتطلب الوضع ذلك". وأكد أن القوات الصربية لا يمكن أن تنسحب من كوسوفو "الا بعد ان تتوقف هجمات الارهابيين ويجردون من أسلحتهم". وقدر المصدر الصربي عدد اعضاء جيش تحرير كوسوفو بحدود ألف و500 شخص "والمشكلة الرئيسية تجاههم هي في دعم السكان لهم سواء حباً بهم أو خوفاً منهم". وحول الحلول السلمية المطروحة أشار المسؤول الصربي الى أن الصرب لا يمكن أن يوافقوا على وضع كوسوفو تحت الانتداب الدولي أو قدوم قوات أجنبية الى الاقليم "لأن ذلك سيؤدي الى طرد سلطة دولة صربيا وترك الانفصاليين يفرضون أمراً واقعاً". وأضاف انه لا يمكن القبول أيضاً بأن يكون اقليم كوسوفو جمهورية ثالثة الى جانب صربيا والجبل الأسود لأنه سيؤدي الى تكرار ما حل بجمهوريات يوغوسلافيا السابقة.