عكست نتيجة الاستفتاء الذي اجري أول من أمس الخميس في صربيا رفضاً واسعاً للوساطة الدولية في حل مشكلة كوسوفو، ما اعتبره المراقبون تعقيداً للوضع القائم في الاقليم. في غضون ذلك، تعقد مجموعة الاتصال الدولية اجتماعاً اليوم السبت في العاصمة الايطالية روما لتقويم مدى استجابة حكومة بلغراد لمطالبها الخاصة بالمفاوضات مع ألبان كوسوفو من دون شروط. وجاء ذلك في وقت تواصلت المواجهات العنيفة بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان في مناطق بلديتي ديتشاني وجاكوفيتسا القريبة من الحدود مع ألبانيا. وأفاد ناطق باسم المركز الإعلامي الألباني في كوسوفو ان اضراراً جسيمة لحقت بنحو 30 منزلاً في القرى الألبانية الواقعة في منطقة الاشتباكات نتيجة تعرضها لنيران المدفعية الصربية ما أدى الى فرار مئات السكان من هذه القرى الى المناطق المجاورة. ومن جهة أخرى، ذكرت مصادر الجيش اليوغوسلافي في بلغراد ان مجموعات ألبانية مسلحة اشتبكت مع القوات الصربية عندما حاولت التسلل من ألبانيا الى كوسوفو في اليومين الماضيين، ما أسفر عن مقتل 23 شخصاً من أفرادها. واتهمت مصادر الجيش اليوغوسلافي الحكومة الألبانية بأنها "تتحمل مسؤولية تسلل هؤلاء الارهابيين المسلحين الى كوسوفو". ويذكر ان قوات الجيش اليوغوسلافي كثفت من وجودها في مناطق كوسوفو القريبة للحدود مع ألبانيا في الفترة الأخيرة بذريعة وقف تهريب الأسلحة الى الاقليم. الاستفتاء واعلنت اللجنة القضائية التي أشرفت على الاستفتاء الذي اجري في صربيا انه شارك فيه 75 في المئة من مجموع الناخبين البالغ عددهم حوالي 7 ملايين وربع المليون شخص. ورفض 96 في المئة من المشاركين الوساطة الخارجية في حل مشكلة كوسوفو في حين أيّد 4 في المئة منهم فقط هذه الوساطة. وعبرت الأوساط القومية الصربية عن ابتهاجها بنتيجة الاستفتاء وقاد رئيس الحزب الراديكالي فويسلاف شيشيلي تظاهرة أمس توقفت لبعض الوقت أمام سفارات الولاياتالمتحدة والمانيا وألبانيا وكرواتيا احتجاجاً على ما اعتبره المتظاهرون "عداء هذه الدول للصرب". وأشاد بيان للأحزاب الاشتراكي والراديكالي واليسار المتحد المؤتلفة في الحكومة الصربية، برفض الناخبين للوساطة الدولية في قضية كوسوفو. كما اعتبر زعيم حزب النهضة الصربية الجديدة المعارض فوك دراشكوفيتش الاستفتاء بأنه "حدث تاريخي يعبر عن موقف الصرب تجاه التحديات المصيرية التي تواجههم". ورأى مراقبون ان نتيجة الاستفتاء ستجعل حكومة صربيا أكثر تشدداً في موقفها الرافض للوساطة الدولية في ايجاد حل لمشكلة كوسوفو ما يزيد من التوتر بينها وبين ألبان كوسوفو والدول الغربية من جهة أخرى ويؤدي الى زيادة أزمة كوسوفو تعقيداً. ويتوقع ان تجتمع مجموعة الاتصال الدولية اليوم السبت في العاصمة الايطالية روما بعد انتهاء مهلة الشهر التي اعطتها لحكومة بلغراد لتحسين الأوضاع في اقليم كوسوفو وتوفير الأجواء لمفاوضات بينها وبين ممثلي البان كوسوفو من دون شروط.