وضعت البانيا قواتها المسلحة قرب الحدود مع اقليم كوسوفو في حال تأهب قصوى امس الأحد، وأعلنت تأييدها لسكان الاقليم الألبان الذين يقاومون السلطات الصربية، ما اعتبره المراقبون مزيداً من التشدد في تعامل تيرانا مع قضية كوسوفو. وجاء ذلك في وقت أفادت مصادر عسكرية يوغوسلافية انها تمكنت من اغلاق الحدود مع البانيا والحد من عمليات العبور غير القانونية الى كوسوفو. في غضون ذلك، طالبت واشنطن بفرض عقوبات جديدة على بلغراد وهددت بالانسحاب من مجموعة الاتصال الدولية اذا رفضت دولها تأييد الموقف الاميركي في اجتماع المجموعة المقرر عقده في روما بعد غد الأربعاء. وفي حديث الى صحيفة "واشنطن بوست" حمّل مسؤول رفيع المستوى في الادارة الاميركية الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش مسؤولية الاشتباكات المسلحة مع ألبان كوسوفو ودعا الى اجراءات لإجبار ميلوشيفتيش على الدخول في مفاوضات مع ممثلي الألبان بمشاركة وسيط دولي وصولاً الى "منحهم الحكم الذاتي بدل استخدام العنف ضدهم". من جهة اخرى، اتخذ مجلس الدفاع في البانيا اجراءات واعلن رئيس الوزراء الالباني فاتوس نانو وقوف بلاده الى جانب المقاتلين الألبان في الاقليم الذين "يدافعون عن انفسهم في مواجهة القمع الصربي". ودعا كل المواطنين في بلاده الى القيام بواجباتهم في الدفاع عن المصالح القومية الألبانية "اذ ان التطورات الراهنة في كوسوفو أصبحت من أولويات البانيا ومواطنيها". واعتبر تلفزيون بلغراد في تعليق امس ان تصريح نانو "اعتراف بمسؤولية البانيا عن تدريب وتسليح الارهابيين الانفصاليين في كوسوفو". ونقلت صحيفة "دنيفني تيلغراف" الصادرة في بلغراد امس عن مصادر عسكرية يوغوسلافية ان الحدود مع البانيا "تم اغلاقها بشكل تام للقضاء على كل تسلل واصبح الانتقال بين كوسوفو والبانيا مقتصراً على المعابر الحدودية". وذكر المصدر ان العمليات العسكرية تواصلت في بلديتي ديتشاني وجاكوفيتسا قرب الشريط الحدودي مع البانيا "من أجل انهاء عمليات تسلل الارهابيين ووقف تدفق الأسلحة الى كوسوفو".