تظهر اليوم الجمعة نتيجة الاستفتاء العام الذي جرى في جمهورية صربيا أمس. ويتوقع أن ترفض الغالبية العظمى من المشاركين فيه أي وساطة دولية في النزاع الدائر في اقليم كوسوفو. وتزامن ذلك مع تصاعد المواجهات العسكرية بين القوات الصربية ومقاتلي جيش تحرير كوسوفو، خصوصاً في المناطق الغربية من الاقليم القريبة من الحدود مع دولة البانيا. وأعلن بيان صدر أمس عن وزارة داخلية صربيا أن مجموعات الألبان المسلحين واصلت مهاجمة مقرات ومراكز وحدات الشرطة اليوغوسلافية مستخدمة البنادق الآلية والقنابل اليدوية، قرب الشريط الحدودي لكوسوفو مع البانيا في بلديتي ديتشاني وجاكوفيتسا. وقال البيان إن "أفراد الشرطة في المنطقة ردوا بعنف على الارهابيين وارغموهم على التقهقر". إلى ذلك، ناشد الزعيم الألباني المنتخب إبراهيم روغوفا الولاياتالمتحدة ومجموعة الاتصال الدولي "اتخاذ اجراءات عاجلة لوقف ارهاب القوات الصربية التي زادت حشودها في كوسوفو بشكل خطير جداً". وأوضح روغوفا في تصريح أن الألبان "يرغبون في تحقيق استقلال كوسوفو بالوسائل السلمية". ودعا السكان في القرى التي تشتد المواجهات فيها "إلى عدم ترك منازلهم واملاكهم والصمود أمام محاولات الصرب الرامية إلى اجراء عمليات تطهير عرقية واسعة في كوسوفو". وأفاد نائب وزيرة الخارجية الأميركية ستروب تالبوت الذي يقوم بجولة أوروبية ان الوضع في كوسوفو "صعب جداً وفي غاية الخطورة ويهدد باندلاع حرب واسعة النطاق". ونقلت اذاعة تيرانا أمس عن مصادر عسكرية البانية ان حلف شمال الأطلسي "رصد تحركات عسكرية صربية في منطقة الحدود مع البانيا". وأضافت: "ان فريقاً من خبراء الحلف شرع بتدريب حرس الحدود الألبان على رد أي اعتداء صربي وحماية السكان المدنيين في المنطقة الحدودية". الاستفتاء من جهة أخرى، خرج الصرب بكثافة أمس إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في استفتاء مثير للجدل. وأفادت المعلومات الأولية التي جمعت من انحاء صربيا، ان غالبية المصوتين جاوبوا ب "لا" على سؤال في قسيمة الاستفتاء: "هل توافق على وجود وساطة خارجية في حل مشكلة كوسوفو". وأوضحت تصريحات قادة غالبية الأحزاب الحكومية والمعارضة الصربية التي نقلها تلفزيون بلغراد أمس "انهم يعتبرون الاستفتاء أمراً مهماً لمنع التدخل الخارجي في مشكلة الصرب المصيرية في كوسوفو". لكن المعلومات أوضحت في الوقت ذاته أن مقاطعة الألبان في اقليم كوسوفو للاستفتاء، بدت جماعية تقريباً، بينما كان إقبال ناخبي الأقليات القومية، خصوصاً المجريون ومسلمو السنجق ضعيفاً جداً. وأفادت التصريحات التي نقلها الصحافيون عن زعماء هذه الأقليات بأنهم يعتبرون الاستفتاء "قضية تخص الصرب والألبان وحدهم". ويرجح المراقبون في بلغراد أن يؤدي رفض الصرب للوساطة الدولية في الاستفتاء إلى زيادة الخلافات القائمة حالياً بين حكومة بلغراد والدول الغربية التي تهيمن على مجموعة الاتصال والتي هددت بفرض عقوبات على يوغوسلافيا في الاجتماع المتوقع أن تعقده المجموعة السبت المقبل في العاصمة الايطالية روما، ما لم يحصل تقدم جدي في حل مشكلة كوسوفو.