تلاشت في ما يبدو امكانية عقد قمة عربية في الوقت الراهن، وقالت مصادر ديبلوماسية مصرية لپ"الحياة": "إننا في انتظار المبادرة الاميركية، وأي تحرك عربي سيأتي بعد اعطاء مهلة زمنية كافية لهذه المبادرة". وتحدث وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى أمس عن قلق وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت بسبب الجمود الذي تشهده عملية السلام على مسارها الفلسطيني، واكد تعهد الادارة الاميركية بالاستمرار في مساعيها لحلحلة الوضع المتأزم. ومن جهة أخرى، اكدت مصادر رفيعة المستوى في دمشق ل"الحياة" ان موضوع عقد قمة سباعية تضم دول الطوق والسعودية والمغرب "ليس مطروحاً أبداً في الوقت الراهن، وأن ما هو مطروح هو اجتماع قمة ثلاثية سوري - سعودي - مصري يعقد بعد عيد الأضحى المبارك في دمشق، على ان يسبقه اجتماع وزاري بين وزراء خارجية المملكة العربية السعودية ومصر وسورية". وتابعت ان الاجتماع المتوقع يستهدف "بحث موضوع عملية السلام بعد الفشل على المسار الفلسطيني، اضافة الى الحصول على دعم سعودي - مصري للموقف السوري واللبناني الرافض لشروط الاسرائيليين لتنفيذ الاتفاق 425". وأشارت أوساط مطلعة الى ان دمشق "لا تفضل قمة سباعية يحضرها الأردن والفلسطينيون، لشكها في التزام الطرفين قرارات قمة كهذه كما حصل سابقاً". ووصل موسى أمس الى الفاتيكان حاملاً رسالة من الرئيس حسني مبارك الى البابا يوحنا بولس الثاني تدعو البابا الى التدخل لانقاذ عملية السلام والقدس من خطر التهويد الاسرائيلي. وعلمت "الحياة" ان محادثات موسى في الفاتيكان ستتناول موضوع الحملة الغربية ضد مصر بخصوص الاقباط وتوجيه الدعوة للبابا يوحنا بولس الثاني لزيارة مصر. وحذر موسى لدى مغادرته من استمرار سياسة المماطلة الاسرائيلية في عملية السلام، وقال: "استمرار سياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي يهدد المصالح في منطقة الشرق الاوسط". ويعقد موسى خلال الزيارة التي تستمر يومين محادثات مع نيظيره الايطالي لامبرتو ديني تتناول ضرورة تفعيل الدور الاوروبي في عملية السلام. وعن محادثات الرئيس حسني مبارك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اول من امس في شرم الشيخ، قال موسى إنها تركزت على الافكار الاميركية التي قدمها المنسق الاميركي دنيس روس الى الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وتناول السفير الاميركي دانيال كيرتزر المقترحات الاميركية وصاغها في أربع نقاط اساسية هي: - تنفيذ المرحلة الثانية لاعادة الانتشار وتحديد المناطق التي سيتم نقلها بالكامل للسيطرة الفلسطينية والمناطق التي ستخضع للاشراف الامني المشترك. - اتخاذ اجراءات متبادلة من شأنها ضمان امن الجانبين. - وقف كل الاعمال الاستفزازية التي تزيد من مشاعر القلق وتهيئة الاجواء لاحراز تقدم في المفاوضات. - الاتفاق على آلية للدخول في مفاوضات الوضع النهائي. وسئل كيرتزر عما اذا كان المنسق الاميركي سيقوم بجولة جديدة الى المنطقة، فقال ان هذا يتوقف على التقرير الذي سيقدمه روس الى الرئيس الاميركي ووزيرة خارجيته.